صدر كتاب "الروافد الأندلسية المغربية في التصوف الشنقيطي (الشاذلية نموذجا)" لمؤلفه الباحث د. أحمدو ولد آكَّاهْ.
ويقع الكتاب الجديد، الصادر عن "مركز طروس للنشر والتوزيع"، المختص في دراسات الشرق الأوسط بدولة الكويت، في 220 صفحة من الحجم المتوسط، ويتضمن مقدمة وتمهيدا وأربعة فصول وخاتمة وفهارس.
وقال المؤلف، د. أحمدو ولد آكَّاهْ، وهو شاعر قدير ولغوي ضليع وأستاذ جامعي وإعلامي في تصريح "هذا البحث عبارة عن دراسة قمت بها لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في "وحدة تحقيق التراث الأندلسي ودراسته بين مناهج العرب والمستشرقين" في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ ظهر المهراز في مدينة فاس المغربية".
وأوضح "يحاول هذا البحث الذي عنوانه "الروافد الأندلسية المغربية في التصوف الشنقيطي (الشاذلية نموذجا)" أن يبين العلاقة الوطيدة التي يقررها بعض الدارسين من انتماء الثقافة الشنقيطية إلى الثقافة الأندلسية والمغربية، غير أن هؤلاء الدارسين تركوا الأمر على عمومه دون أن يغوصوا في التفاصيل، فأردت أن أخصص هذا البحث للتنبيه على التأثر الشنقيطي بالتصوف في الأندلس والمغرب، وقد وقع الاختيار على الطريقة الشاذلية؛ وذلك نظرا لأن هذه الطريقة لم تحظ بشيء يذكر من الدراسة في القطر الشنقيطي حتى لا نقول إنها لم تحظ بشيء من العناية رغم أنها من أول الطرق الصوفية وفودا عل القطر الشنقيطي، وتأسيسا على ذلك فالموضوع يعد بكرا في مجاله، وهذا ما يشكل إحدى الصعوبات التي اعترضت سبيل البحث".
وقال "وفيما يتعلق بمنهجية البحث، فإنه قد استوى قائما على مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة تتلوها الفهارس.
فأما المقدمة فقد خصصت لأسباب الموضوع، وأهدافه، والصعوبات التي واجهت الباحث عند إنجازه، والمنهجية المتبعة فيه.
وأما التمهيد فقد تناول الحالة الدينية والسياسية في بلاد شنقيط قبل دخول الطريق الصوفية مبينا الأثر الطيب الذي خلفه انتشار الطرق الصوفية من تجذر الإسلام في عموم البلاد؛ إذ صار الإسلام دين الجميع".
وأضاف "لقد نبهت هنا على خصائص الفكر الديني الشنقيطي الذي يعتمد ـ غالبا ـ على ثلاثة مرتكزات هي: العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف الجنيدي".
وحول فصول الكتاب أوضح ولد آكَّاهْ "تعرضت في الفصل الأول للتصوف في الربوع الشنقيطية فضمنته آراء الشناقطة حول التصوف بين مناصر ومناهض ومتوقف، كما عرفت بأبرز الطرق التي سادت في هذه الربوع وهي: القادرية والتيجانية والشاذلية التي تمحضت بقية البحث للحديث عنها.
ولذلك جاء الفصل الثاني محتويا على التعريف بمؤسس الطريقة الشاذلية: الإمام أبي الحسن الشاذلي ـ رحمه الله، وتحدثت عن المبادئ التي تنبني عليها طريقته الصوفية كالإخلاص والذكر والورع، وغيرها، ثم بينت أذكار الطريقة وأورادها كالورد العام وحزب البحر وحزب البر ... وأوضحت سند الإمام الشاذلي مسلسلا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعرجت بعد ذلك على المكانة التي يحتلها الشاذلي وطريقته لدى الشناقطة.
وأما الفصل الثالث ـ وهو الروافد الأندلسية المغربية في الشاذلية الشنقيطية ـ فقد كان بيت القصيد، وتعرضت خلاله للتأثير الأندلسي والمغربي على الثقافة الشنقيطية عموما من جهة، ثم تحدثت عن تأثيرهما على الشاذلية من جهة أخرى.
وأما الفصل الرابع فعنوانه: الطريقة الشاذلية في بلاد شنقيط، وتناولت فيه تراجم بعض الأعيان الشاذليين الشناقطة، حيث ترجمت ترجمة شبه وافية لسبعة عشر علما، بينما ترجمت تراجم موجزة لتسعة أعلام خوف الإطالة، ولم أدَّعِ الإحاطة بجميع شاذليي شنقيط ولا قريبا من ذلك.
وذكرت كذلك مراكز انتشار الطريقة في البلاد مقسما إياها إلى ستة مراكز حسب القبائل الأكثر اتباعا للشاذلية وهي: بارتيل، وإدوداي، وتندغه، وإدولحاج، والغظف.
وتعرضت بعد ذلك لخصائص الشاذلية الشنقيطية التي تجمع غالبا بين الفقه والتصوف، وتؤلف بين الزهد في الدنيا والتكسب، وتؤاخي بين القوة في الحق والتواضع، وحب الأشياخ وعدم التعصب إضافة إلى أنها طريقة عالمة خاصة بالنخب العليا من المجتمع".
وختم بقوله "وأخيرا أتيت بخاتمة تضمنت أهم ما توصل إليه البحث وتلتها الفهارس فالمصادر والمراجع".