يخوض الشاب الموريتاني أحمد ولد الجيلاني، سباقًا غير تقليدي للفوز بلقب «أفضل شخصية مكفوفة في العالم»، ويسخر صفحته على الفيسبوك وصفحات محبيه لحشد المصوتين له.
ويتنافس «الجيلاني» مع 26 شخصية مكفوفة من مناطق مختلفة عبر العالم، في المسابقة التي تقيمها منظمة بولندية، تعتمد على التصويت عبر موقعها الإلكتروني.
ويحتل «الجيلاني» مصادر متقدمة في التنافس، وذلك قبل يومين من نهاية التصويت، الذي يستمر حتى يوم الاثنين المقبل، 30 أغسطس 2021. (رابط التصويت)
الجيلاني خلال حديث مع قناة الموريتاني بصفته مستشارا بوزارة العمل الاجتماعي
كفاحٌ ضد الإعاقة
يقدم «الجيلاني» نفسه على أنه شاب موريتاني، من مواليد 1981 بدولة الكويت، حيث تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي والثانوي، وفيها بدأ تعليمه الجامعي في إدارة الأعمال، قبل أن يفقد بصره بشكل نهائي.
غيرت الإعاقة حياة «الجيلاني» ولكنها لم تمنعه من مواصلة الكفاح، إذ أنه انتقل إلى موريتانيا، بلده الأصلي، حيث واصل تعليمه في جامعة نواكشوط، ولكنه أرغم على تغيير التخصص.
بدل إدارة الأعمال، توجه «الجيلاني» نحو دراسة القانون، فحصل عام 2016 على الماجستير في القانون العام، بعد تقديم بحث أكاديمي يتناول قضية «الحماية القانونية للأشخاص المعاقين».
بعد أن قدم بحوث حول قضية ذوي الإعاقة، انطلاقا من تخصصه الأكاديمي، عين «الجيلاني» مستشارا قانونيا في وزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، مكلفًا بالأشخاص ذوي الإعاقة.
آخر نسخة من مؤتمر المنظمة البولندية
العالمية !
نجح «الجيلاني» في كسر صورة نمطية ارتسمت في أذهان الجميع عن المكفوفين وذوي الإعاقة عمومًا، تربطهم بالعجز وعدم القدرة على مواجهة الحياة وتحقيق أحلامهم.
ورغم كونه نجح في التعلم والتوظيف، وهي أمور كثيرا ما يواجه ذوو الإعاقة مشاكل وعراقيل كبيرة لتحقيقها، إلا أنه قرر أن يتجاوز ذلك نحو تحقيق الشهرة.
يقول «الجيلاني» إن مشاركته في هذه المسابقة العالمية، ليس من أجل تحقيق أهداف شخصية، وإنما من أجل رفع شأن موريتانيا وتحسين صورتها في العالم.
ويكتب عبر صفحته على الفيسبوك مخاطبا متابعيه: «أعزائي كثفوا من التصويت، ليكون بلدنا في الرتبة الأولى».
ويطمح «الجيلاني» لأن يصعد منصة التتويج، في العاصمة البولندية وارسو، خلال مؤتمر سينظم في العاشر من شهر سبتمبر المقبل، سيكرم فيه الفائز بالمرتبة الأولى.