الصحة النفسية في مقدمة أولويات أنشطة ومبادرات الجيل المبهر ضمن برنامج كرة القدم من أجل التنمية

أحد, 10/10/2021 - 12:04

البرنامج يستعرض جهوده في تحسين حياة الأفراد بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية

بقلم: ناصر الخوري
مدير إدارة البرامج في الجيل المبهر
برنامج المسؤولية المجتمعية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث

تعتبر كرة القدم، بما تمثله من ثقافة ونافذة أمل وتحدٍّ، قوة دافعة نحو التغيير الإيجابي، نظراً لقدرتها على التأثير في حياة الأفراد والمجتمعات من خلال أنشطة اجتماعية يجري الإعداد لها جيداً، بهدف التعاطي مع التحديات التي يواجهها أفراد المجتمع.
وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية؛ نؤكد مجدداً أن الصحة النفسية تحتل صدارة أولوياتنا. وأود تسليط الضوء هنا على ما قدمه برنامج الجيل المبهر من مبادرات عززت روح التضامن والصمود بين المستفيدين من أنشطته ومبادراته في أنحاء العالم خلال جائحة كوفيد-١٩. وقد برزت الحاجة آنذاك إلى المرونة التي تتمثل في القدرة على التعامل بإيجابية مع الأزمات أو المتغيرات المحيطة، ومواصلة الأنشطة المعتادة عبر وسائل بديلة.
وفي بداية القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-١٩، وعلى غرار المنظمات الأخرى التي تنتهج من كرة القدم سبيلاً لإرساء دعائم تنموية؛ علّقنا أنشطتنا في المنشآت والملاعب والقاعات الرياضية، وتحولنا إلى المنصات الإلكترونية بفضل مرونتنا الإدارية على التكيف والتأقلم مع تلك الظروف الاستثنائية، وإعادة إحياء المشاركة والتفاعل مع مستفيدينا.
وفي سبيل التعامل مع التحديات التي فرضتها الجائحة؛ أعادت جلساتنا المباشرة عبر الإنترنت التي حصلت على جوائز عالمية، التواصل مع الشباب حول العالم افتراضياً، مستبدلةً بذلك برامجنا الميدانية. كما نظمنا ولأول مرة، مهرجان الشباب لعام ٢٠٢٠ عبر تقنية الاتصال المرئي، الأمر الذي أظهر قدرتنا على الاستجابة للتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-١٩. فمثلما تحتاج المنظمات إلى الاستجابة للظروف المحيطة المتغيرة، يحتاج الأفراد والمجتمعات إلى إظهار المرونة في التعامل مع الأزمات التي تعكر صفو الحياة الطبيعية.
وفي هذا السياق؛ امتدت مظلة المرونة في سرعة الاستجابة لتشمل نمطاً مختلفاً نوعاً ما، ألا وهو المرونة النفسية. فبينما كان العالم يراقب باهتمام تطورات الأحداث في أفغانستان؛ لم تلبث دولة قطر أن استجابت سريعاً لدعم إجلاء الأفغان المعرضة حياتهم للخطر. ومنذ ذلك الحين، كان الجيل المبهر في الخطوط الأمامية لمساعدة الأفغان الذين جرى إجلاؤهم، وذلك في سبيل إعادة إدماجهم في بيئات اجتماعية جديدة عبر الاستفادة من كرة القدم ضمن مجموعة من الخدمات النوعية لتعزيز التواصل والمشاركة المجتمعية. وكان لابد من الاضطلاع بدورنا انطلاقاً من إيماننا برسالة المواطنة الفاعلة في المجتمع، وذلك في سبيل دعم الصحة النفسية للاجئين بُعيد الأزمة وخلالها.
ويواصل الجيل المبهر دوره ضمن منظومة الجهات الحكومية والأهلية الفاعلة التي تشارك في تقديم مجموعة من الخدمات المتكاملة لدعم الرفاه النفسي والاجتماعي للأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى الدوحة. وكانت كرة القدم في جوهر الأنشطة التي وفرت آلية تأقلم مع الظروف الصعبة التي واجهها هؤلاء اللاجئون.
هذا وقد سعينا جاهدين من خلال العمل مع شركاء رئيسيين مثل وزارة الخارجية القطرية، ومؤسسة قطر، ومكتبة الأطفال “مكتبة”، لتقديم أفضل تجربة تعليمية ممكنة من خلال عقد أكثر من ٤٢٠ ورشة عمل تعليمية. كما اشتملت الخدمات التعليمية على مجموعة متنوعة ومتكاملة من الجلسات اليومية، بما في ذلك القراءة والفنون والموسيقى والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ودروس اللغة والتمارين الذهنية واليوجا. وقد ارتكزت كل هذه الأنشطة على التقييمات التي أجريناها، كما تتوافق مع الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأفراد، وقدرات المنظمات الشريكة على التعامل معها.
ولا شك أن للرياضة والنشاط البدني دور رئيسي في دعم صحة النفسية للفرد، الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على المجتمع بوجه عام. لذا، فقد وضع الجيل المبهر الصحة النفسية في طليعة جدول الأعمال العالمي لبرنامجه الريادي “كرة القدم من أجل التنمية”، على طريقه نحو تحقيق هدفه في الوصول إلى مليون مستفيد من الشاب بحلول العام ٢٠٢٢.
-انتهى-

لمحة عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أنشأت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2011 لتتولى مسؤولية تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة نسخة تاريخية مبهرة من بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، ووضع المخططات، والقيام بالعمليات التشغيلية التي تجريها قطر كدولة مستضيفة للنسخة الأولى من المونديال في العالم العربي والشرق الأوسط، بهدف الإسهام في تسريع عجلة التطور وتحقيق الأهداف التنموية للبلاد، وترك إرث دائم لدولة قطر، والمنطقة، والعالم.
ستسهم الاستادات والمنشآت الرياضية الأخرى ومشاريع البنية التحتية التي نشرف على تنفيذها بالتعاون مع شركائنا، في استضافة بطولة متقاربة ومترابطة، ترتكز على مفهوم الاستدامة وسهولة الوصول والحركة بشكل شامل. وبعد انتهاء البطولة، ستتحول الاستادات والمناطق المحيطة بها إلى مراكز نابضة بالحياة المجتمعية، مشكّلة بذلك أحد أهم أعمدة الإرث الذي نعمل على بنائها لتستفيد منها الأجيال القادمة.
وتواصل اللجنة العليا جهودها الرامية إلى أن يعيش ضيوف قطر من عائلات ومشجعين قادمين من شتى أنحاء العالم أجواء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بكل أمان، مستمتعين بكرم الضيافة الذي تُعرف به دولة قطر والمنطقة.
وتسخّر اللجنة العليا التأثير الإيجابي لكرة القدم لتحفيز التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في جميع أرجاء قطر والمنطقة وآسيا، وذلك من خلال برامج متميزة، مثل الجيل المبهر، وتحدي ٢٢، ورعاية العمال، ومبادرات هادفة مثل التواصل المجتمعي، ومعهد جسور، مركز التميز في قطاع إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى بالمنطقة.