وزير الثقافة في حفل تخليد ذكرى تأسيس "اشطاري": على الصحافة أن تقود لواء التوجيه والتوعية مع استحضار المسؤولية القانونية والأخلاقية

خميس, 02/12/2021 - 08:55

أشرف معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان، الناطق بإسم الحكومة السيد المختار ولد داهي مساء اليوم الأربعاء في نواكشوط، على حفل تخليد الذكرى ال 27 لتأسيس جريدة أشطاري، المنظم من طرف مجموعة اشطاري الإعلامية بالتزامن مع الذكرى ال 61 لعيد الإستقلال الوطني تحت شعار "بسمة جديدة في بحر الدموع" وعودة المجموعة للصدور (أشطاري ،الفجر ،الوطن).

 

ولدى إشرافه على افتتاح الحفل، أكد معالي وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان ،الناطق باسم الحكومة على أهمية الصحافة في الدولة المدنية ودورها في خلق الوعي ورقابة المسلكيات ،مشيرا إلى أن الحكومة مقتنعة بحرية الرأي وحرية التعبير ومركزيتهما في نمو البلد مسيرته الديمقراطية، مؤكدا المضي في سبيل ذلك مهما كانت العقبات والتحديات.

 

وأضاف أن حرية الصحافة تعتبر العمود الفقري للدولة الحديثة وبدونها تتعطل التنمية ويتشوه البناء، معتبرا أنها شرف سام لا ينبغي حرمان أي دولة منه.

 

وأشار إلى أن الحرية المطلقة مفسدة ومن الضروري الالتزام بالقوانين والنصوص المنظمة والمحددة لذلك، لأنه بغياب ذلك الالتزام تنتهك القيم وتستباح الأعراض وتثار البلابل.

 

وأبرز قيمة الصحافة في البناء المؤسسي للدولة الديمقراطية وترسيخ الحريات العامة والفردية وتسريع الوتيرة التنموية، "إذ تمثل السلطة الرابعة الركيزة الأهم في البناء والتنمية والرافعة الأساسية لخلق ثقافة الشفافية والعدالة والمساواة".

 

وبين معالي الوزير أن للصحافة الساخرة اعتبارات تزيد من الحرص عليها وعلى استمراريتها وتطورها وتنميتها، مضيفا أن الصحافة الساخرة جزء من الفنون الجميلة لكونها نمت وترعرعت في كنف الكاريكاتير، ولأن متلقيها لا يسعى إلى الحصول على الخبر والتحليل والرأي وإنما يطلب أكثر من ذلك من خلال المتعة والترفيه، مبرزا أنها مجال لا غنى عنه للتخفيف على القارئ من ثقل الواقع ونكده، والمساهمة في المحافظة على التراث الشعبي والتعريف به.

 

وأكد الوزير أن حضوره لهذا الحفل، يأتي انسجاما مع برنامج وتعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، داعيا الصحافة إلى قيادة لواء التوجيه والتوعية مع استحضار المسؤولية القانونية والأخلاقية.

 

وأضاف أن البلد قطع أشواطا جادة في تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية وتعهداته المتعلقة بالصحافة وتحويلها إلى واقع معاش وملموس، بدءا بلجنة إصلاح الصحافة التي اختيرت من الحقل نفسه، ومن أشخاص يشهد لهم بالخبرة والمهنية.

 

وأشار إلى أن التقرير الذي خرجوا به كان محل تقدير، إ ضافة إلى المرسوم القانوني المتعلق بتعريف الخدمة الصحفية الإلكترونية .

 

وأوضح معالي الوزير أن الوزارة تقدمت بنصوص قانونية تتناول السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا) وصندوق دعم الصحافة، إضافة إلى دار للصحافة واليوم التشاوري المتعلق بتعريف "الصحفي المهني" وغير ذلك من الخطوات التي أنجزت مع أن الطموح أكبر والإرادة أقوى.

 

وبدوره أوضح المدير الناشر لجريدة "اشطاري" السيد التاه ولد أحمد، أن ميلاد جريدة "اشطاري" كان سنة 1994، موضحا أنها في هذه الفترة شغلت الناس وملأت الدنيا بأسلوبها ومحتواها الإبداعي المتفرد، الذي انتجته كوكبة من أبناء هذا الوطن، مشيرا إلى أن الجريدة ظلت خلال هذه الفترة الطويلة لسان حال الأمة بمختلف أطيافها من خلال شخوصها الاجتماعية المعبرة عن أطياف المجتمع .

 

وأضاف أن الجريدة ليست فقط مجرد جريدة لمجموعة من الأشخاص العاملين فيها ولا حتى لمجتمع في دولة معينة، كما أنها ليست مجرد أوراق تسحب من المطبعة لتنشر كما تنشر أي صحيفة في العالم اليوم، وليست مادة إعلامية تموت بمجرد استهلاك محتواها، وإنما هي ذاكرة أمة وتاريخ شعب وخصوصيته، مشيرا إلى أهميتها إقليميا، فبقدر ما تقرأ في موريتانيا، كذلك تتم قراءتها بنفس التمعن والتدبر في الجزائر ومالي والنيجر.

 

واعتبر أن أرشيف الجريدة شكل مدونة حاضنة لمختلف جزئيات ثقافة هذا المجتمع وتراثه، خصوصا ما يتعلق بالتراث المرئي واللا محسوس.

 

وبين أن الجريدة رغم ما تشكله من أهمية لدى المجتمع، فقد عانت من التذبذب في الصدور خلال العشرية الماضية، متأثرة كغيرها من وسائل الإعلام والإبداع عموما بما وصفه بتجفيف المنابع الذي استهدف أساسا كل منبر لا يمكن إسكاته عن الممارسات الفاسدة والعبث بالمال العام.

 

وتخللت الحفل مداخلات لأدباء وباحثين وصحفيين، ركزت على دور الإعلام في المجتمع وأهميته وضرورة تمهينه.

 

وحضرت الحفل نخبة من السياسيين والمثقفي والأدباء والفنانين والإعلاميين.آخر