العلامة محمد فال بن إسحاق البصادى في ذمة الله

أحد, 13/02/2022 - 18:02

 

 

هو العلامة النحرير القارئ والمقرئ اللغوي النحوي  لمرابط محمدفال بن المصطفى بن إسحاق بن المختار بن سيد أحمد الطالب أعمر البصادى.

وأمه هي آمنة بنت محمدفال بن سيدي أحمد بن محمدفال(اجاجاه) بن سيدي أحمد الطالب أعمر.

 

ولد عام 1918م، وهو العام المعروف محلياً بعام (المغواس).

ولد لأسرة كريمة أصلا ومحتدا

ولا غرو إن طابت صنائع ماجد :: كريم فماء العود من حيث يعصر

إلى معشر لم يورث اللؤم جدهم :: أصاغرَهم وكل فحل له نجل

 

 وبعد أقل من أسبوعين من ولادته توفيت والدته فتولّت تربيته جدته لأمه العابدة التقية أم المؤمنين بنت أحمد من فخظ أهل سكال،  وخالته عائشة بنت محمدفال التي كانت ترضعه، وتقوم مع جدته برعايته وتدليله، وكانتا متعلقتين به أشد التعلق، ولا تستطيعان مفارقته.

تلقى مبادئ العلم حدثا على أخواله، وخاصة خاله سدي أحمد (الدد).

 

ثم بعد ذلك  قام والده المصطفى بن إسحاق، وكان حافظا متقنا فقيها، بتدريسه وما هي إلا أسابيع معدودة حتى اكتشف فيه مخايل النبوغ والنباهة والذكاء واضحة جلية، فحفظ القرآن عليه وذهب عنه فترة وتركه مع جدته، ورجع إليه بعد سنة. 

يقول العلامة محمدفال بن المصطفى، رحمه الله تعالى إنه كان ذات مساءٍ مع بعض أصدقائه من حيه وإذا بوالده ينادي عليه فأتاه ولما سلم عليه قال له "مَشّي" فقرأ عليه القرآن كاملا ة (طايبًا) بدون خطأ. 

فأرسله والده لمحظرة أبناء عمه أهل محمد يحظيه، فقرأ عليهم 

رسم الطالب عبد الله ونظم ابن بري  وما يتعلق بهما من أنظامٍ

وكان آية فيهما أي الرسم والمقرأ  إلا أنه لم يأخذ السند حينها من عند أهل محمد يحظيه.

كما قرأ عليهم في الفقه المالكي كتاب الشيخ أبى محمد ابن أبي زيد القيرواني (الرسالة) وبعض المختصر للشيخ خليل ابن إسحاق، وبعض الكتب الفقهية  وكان يدرس على الشيخ محمد محمود وكذلك  على ابنه محمد يحظيه وكان آية في الحفظ.

 

انتقل لمرابط محمدفال بن المصطفى،  بعد ذلك إلى محظرة أهل  كابر (ادقموهم)، وكتب عليهم بعضاً من مختصر خليل، إلا أن فترته معهم لم تطل  حيث قفل راجعا لأهله وأمضى فترةً  ثم ذهب للشيخ عبد الله التجاني "وأخذ من عنده السند في روايتي ورش وقالون عن نافع.

  وكان في تلك الفترة يأتيه تلامذة الشيخ عبد الله في خلوته ويدرسون عليه الرسم وابن بري سراً خوفا من أن يكتشف شيخهم عبد الله ذلك.

 

ويقول محمدفال بن المصطفى، إن شيخه هذا، كان يأتيه ليلا تحت جنح الظلام ويقول له "ازركني فى الرسم وابن بري"

وكانت علاقته به علاقة ودٍ واحترام وتقدير علاقة شيخ بشيخ،  ثم ذهب من عند عبد الله التجاني،  إلى محظرة العلامة ابّاه بن محمد الأمين اللمتوني 

وأمضى معه حقبة من الزمن، درس فيها شتى الفنون من فقه وأصول...

 وأحبه الشيخ ابّاه حبا جماً وقربه منه لما رأى من صلاحه وتقواه وكثرة عبادته 

وتعلق كل منهما بالآخر.

وكثيرا ما كان لمرابط محمدفال يقول لطلابه أثناء الدرس: قال شيخي لمرابط اباه كذا أوكان شيخي لمرابط اباه يفعل كذا.. 

وكان لا يطلق اسم لمرابط الا عليه.

وفي تلك الفترة كان هو ومحمد شيخنا بن اباه على علاقة خاصة يدرس كل منهما على الآخر، ولمحمد فال شروح على بعض أنظام محمد شيخنا منها شرح وضعه على منظومة لمحمد شيخنا، وبعض الشروح الأخرى.

كما أنه في تلك الفترة نقل الكثير من الكتب في الفقه والأصول  واللغة والنحو   والصرف والمنطق والحساب والفلك

وقد مر لمرابط محمدفال بن المصطفى، في بعض رحلاته العلمية بالشيخ العلامة صدفى بن دية من أهل الطالب مختار، ومكث معه فترة قرأ عليه فيها الشاطبية وأجازه فيها. 

وكان مبجلا له مقدرا مكانته العلمية حيث نه كان يدرسه وحده يأتى إلى شجرة أمام عريشه ومعه أحد طلابه حاملا له ألويشه واذا رآهما  لمرابط محمد فال خرج إليهما فيبسط الطالب لويش لمرابط صدفى ويجلس عليه ويجلس بجنبه محمد فال ويشرح له درسه  حتى تنتهى فيرجع الشيخ إلى مكانه ويرجع لمرابط محمدفال الى عريشه.

 

ثم بعد ذلك توجه العلامة محمد فال بن المصطفى إلى محظرة أهل يحظيه بن عبد الودود، ودرس على شيخها التاه بن يحظيه، ومكث معه ما يناهز عشر سنين درس عليه فيها ألفية ابن مالك فى النحو والصرف مع توشيحها المعروف باحمرار ولد بون وطرته. 

ولامية ابن مالك في الصرف مع احمرار الحسن بن زين وطرته

 وألفية السيوطى فى البيان وغير ذلك.

قال إنه كتب ألفية السيوطى فى البيان ثلاث مرات حتى صار متقنا لها ماهرا بها.

وكان حافظا للنصوص متقنا لها يحفظ أنظام الطرة للعلامة ممّو وغيره مع الحواشى والنكت، وكان إلى حد قريب يحفظها  بشكل متقن مع أنها لم تدرس عليه بشكل كبير.

ويذكرك حفظ  لمرابط محمد فال بقول الشافعي:

علمي معي أين ما يمّمت يتبعني :: صدري وعاء له لا بطن صندوق

إن كنت فى البيت كان العلم فيه معي :: أوكنت في السوق كان العلم فى السوق

وكان الشيخ التاه ولد يحظيه رحم