قصيدة برثاء العلامة محمدسالم عدود

سبت, 30/04/2022 - 19:18

 

 

بمناسبة حلول ذكرى وفاة شيخنا وعالمنا الجليل محمد سالم بن عدود رحمه الله نذكركم بالترحم عليه، وإليكم واحدة من أجمل القصائد التي قيلت في رثائه وهي من شعر العلامة الأديب الخليل بن النحوي حفظه الله وأطال عمره في طاعته:

 

لأي مدى تمضي على أنك المدى

أأبعدَ من هذا تروم وأحمدا؟!

 

تعودت تـَصعاد الثنايا وإنما

لكل امرئ من دهره ما تعودا

 

ألم يكفك الأوجُ الذي كنت أوْجَهُ

فكنت له رِجْلا وكنت له يدا

 

بأن صرت في ثغر البلاغة بسمة

وأن صرت في عين الشريعة إثمدا

 

وأن صرت للفقهين سيفا ودولة

وصرت عكاظا حيث سرت ومربدا

 

وأن غصت في بحر العلوم، وكنته

كما كنته صنوا وفرعا ومحتدا

 

وأن لم تدع علياء إلا علوتها

وأنحلتها عزما وجفنا مُسَهّدا

 

فكنت إذا شمس المعارف أشرقت

شروقا، وكنت المنهل العذب موردا

 

سبحت بأفلاك المعارف كوكبا

إذا ما دجى ليل الفهوم توقدا

 

وجبت دروب المكرمات معارجا

أصبت بها فوق السماكين مقعدا

 

وقد كنت من قوم كرام أعزة

إذا ذُكروا في محفل ذُكِر الندى

 

فوارسُ مجد ما تـَصِيفُ سهامُهم

إذا ما رموا أصْمَوْا قلوبا وأكبدا

 

همُ فتحوا تلك المدائن وانتضوا

يراعهمُ في المعضلات مهندا

 

إذا انتعلوا قرن الثريا تطامنوا

فخروا على الأذقان لله سجدا

 

جمعت شتيتا ما تفرق فيهمُ

فكنت قصيا بينهم، بل محمدا

 

فيا فاعلا حَلّاه بالرفع فعلُه

ويا خبرا حيث المعارف مبتدا

 

أراغب اَنت اليوم عن صدر مجلس

تحدث فيه عن قضاء وعن أدا

 

وعن آبدات الضاد أعيا اقتناصُها

على مِرّةٍ عَمْرا وأعيا المبردا

 

وتنثر فيه العلم سِيطَ بحكمة

وشعشع أنسا باسما وتوددا

 

وحلما وأكنافا موطأة بها

لممت شتات البـِرّ غيبا ومشهدا

 

سلوتَ أحاديث العشيات تـُقتنى

قلائدَ آداب وفكرا منَضّدا

 

وتبرَ معان شتت النأي شملها

فكنت لها ياء الإضافة والندا

 

سلام على شهلات لا رِيعَ سربُها

ولا زال منهلاًّ بجرعائها الندى

 

سلام على شهلات، وهي بسالم

تسل علينا المشرفـيّ المهندا

 

سلام عليه وهو فيها وإنه

لفي القلب أدنى ما يكون وأبعدا

 

وحسبكِ يا شهلات ما كنتِ نلتِه؛

أملَّ مليٌّ رام أن يتزودا

 

أشهلاتُ، هل علق يباع فيشترى

بما شئت مِنـّا أو أسير فيفتدى

 

أشهلاتُ ما هذا الذي تفعلينه

بنا، إنما نحن الأحبة لا العدى

 

وقد عودتْ أم القُرى من ندى القِرى

عوائدَ، لم تـُخرَمْ بحاشا ولا عدا

 

فهل غرتِ من أم القرى وأخذته

بها، ثم لا مَنـًّا قبلتِ ولا فدا

 

لئن صبنت شهلات كأسا، فإنها

لكأسٌ دهاق، راح من راح أو غدا

 

روافد في الأذهان غير رواكدٍ

تشق طريقا في القلوب ممهدا

 

أيا راحلا أنضى المطايا لطيّةٍ

أغار بها في الصالحات وأنجدا

 

لقد عظمت فيك الفجيعة، إنما

هو الله أفنى بعدما كان أوجدا