شكل قدوم معالي الوزير الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب لوزارة الشؤون الإسلاميةوالتعليم الأصلي حدثا يكاد يكون الأبرزَ في تاريخ حكوماتنا، حيث كان تعيينه على رأس هرم هذه الوزارة خطوةً جبارة في طريق الإصلاح، فمَن منا لايتذكر تلك اللوحة المَلْآى بالغبار الموْؤودة بين أغصانٍ بالية لم تحظَ بالتشْذِيب يوما، المتدليةَ على حائط بالٍ يشكل واجهة لبناية عتيقة أكل عليها الدهر وشرب، هذه اللوحة رُسِم عليها بخط جميل بالفأل عنوانٌ ومجرد عنوان لوزارة تسمى وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، ظلت من الوزارات المُشار إليها بالخمول وانعدام الحيوية، وضعف الحضور في المشهد الحكومي، وفي أعين المواطنين، إلى أن قيض الله لهذه الأمة من يهتم بأمورها الدينية والدنيوية الرئيس القدوة محمد الشيخ الغزواني فبحث في كنانته عن أفضل من يمكنه أن يقدم أداءَ مرْضيا ومشرفا في هذا القطاع، فوفقه الله في ذلك واختار لها العالم النحرير والفتى الصالح المصلح المثقف السيد في قومه، العلي بين أقرانه، العميق في تفكيره، الحازم في رأيه، البعيد عن الانتصار لذاته.....
إنه فتى الفتيان السيد القاضي الوزير/ الداه سيدي أعمر طالب فتسور جدار الإصلاح وهو به جدير، فبدأ يفكر في الخطوة الأولى والأهم وهي البحث عن مكان يليق بوزارة تمثل وجه موريتانيا الحقيقي فكان له ما أراد تم نقل الوزارة من مقرها السابق عفوا من المقبرة السابقة إلى مبنى جديد، ليبدأ التفكير في الطاقم الذي سيقود سفينة الإصلاح إلى بر الأمان فوفقه الله فيما أراد واختار من صفوة الصفوة طاقما استطاع سريعا الانصهارَ في بوتقة واحدة ليبدأ أولى خطوات الإصلاح في تطبيق مكونة برنامج تعهداتي المتعلقة بوزارة الشؤون الإسلامية ونجحت هذه الوزارة في ظرف وجيز بفضل المتابعة الدقيقة لمعالي الوزير في إنجاز مايزيد على 90% من هذه المكونة ويكفينا أن نتذكر اكتتاب 400 إمام و400مؤذن وهي سابقة في تاريخ الوزارة، استحداث دارا لنشر المصحف الشريف، إضافة زيادة عدد المحاظر المستفيدة من الدعم الشهري بعدة أضعاف لتصل إلى 1007 محاظر، إضافة لافتتاح أربعة معاهد جهوية علمية جديدة، واستحداث جائزة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية، التي تعد الآن تجربةُ رائدة في أصقاع العالم الإسلامي بشهادة العديد من الأعلام الكبار، وكذلك ترميم 81 مسجدا، وتفريش أكثر من 130مسجدا، ورصد ميزانية لصيانة وتجهيز وتفريش الجامع السعودي بدأت إجراآتها، كما تم وضع اليد على العديد من الممتلكات الوقفية التي كادت تضيع لولا إرادة فخامة الرئيس التي جسدها معالي الوزير الداه، وبدأ الاستثمار في بعضها لصالح مؤسسة الأوقاف، كما كان للنجاح الباهر لموسم الحج لهذا العام أثره البالغ في نفوس الشعب الموريتاني وهو ماشكل رأيا عاما داعما لبرنامج رئيس الجمهورية .
وفي الجانب السياسي؛ فقد شكل قبول السيد الوزير، وقربه من المواطنين وتعاطيه الإيجابي مع كل مشاكلهم، واهتمامه بقضاياهم .... خلَق كل هذا من شخص الوزير رجل اجماع بامتياز وليست التحالفات السياسية والمبادراتُ الشبابية الأخيرة إلا تجلّيًّا من تجليات هذا الإجماع فقد شكلت هذه التحالفات ثقلا انتخابيا كبيرا داعما لبرنامج رئيس الجمهورية في كل شبر من أرض الوطن، وفي مسقط رأسه على وجه الخصوص، حيث يُجمِع كل الفاعلين على استطاعة الوزير الشاب جمعَ مختلف الطيف السياسي- دون تهميش ولا تقزيم لكل مكون من مكونات مجتمعنا الحبيب- في بوتقة واحدة تعمل بانتظام بعيدا عن المزايدات، ودعما لحزبنا حزب الإنصاف وهو ماسيكون له كبير الأثر في إنجاح كل مرشحي الحزب بإذن الله تعالى