(مصطلح الحشو ودلالته القدحية في نص لغن الحساني)الاسم : الداه شيخاتي محمدرارة
يعتبر الحشو -مع كونه يصنف وجها من أوجه الإطناب- من العيوب التي يقع فيها لمغنيين ويكثر في النص الحساني ويعسر الاحتراز منه نظرا لخفائه وكونه لم يحظ بما حظي به غيره من العيوب كالليطة واتعكلي وغيرهما حتى صار ظاهرة يندر وجود نص خالِِ منها، وقد حاول هذا المقال أن يعرف به ويذكر أقسامه ويسلط الضوء عليه.
الحشو هو : "العبارة الزائدة المكملة للوزن لا المعنى" كما عرفه الشيخ ول مكي أو هو :
"الكلمة الزائدة التي لاتفيد معنى" حسب تعبير بودرباله اباه أو هو : "زيادة اللفظ على المعنى زيادة متعينة لغير فائدة" كما هو معروف عند أهل البلاغة.
ومن خلال هذه التعاريف نجد أنهم شبه مجمعين على أنه زيادة لا تفيد المعنى مع تكملة الوزن التي انفرد بها ول مكي. ولنحاول أن نصيغ له تعريفا يكون جامعا مانعا فنقول إنه هو "الكلمة التي لا تفيد معنى في النص أو دعت إليها ضرورة الوزن أو ترادف الألفاظ بحيث لو حذفت لم تؤثر في النص معنى" وهي من العيوب التي "تشيب" النص ويصعب التحرز منها.
ومن خلال هذا التعريف نستنتج أن الحشو على ثلاثة أقسام :
أ-قسم لا يفيد معنى داخل النص :أي لاتربطه صلة عضوية بالنص الذي هو جزء من تفاعلاته اللغوية بحيث يخرج عن سياقه الدلالي ومن فضائه المعرفي ومن تشكلاته اللغوية ويكون نشازا على عالمه الغرضي يأتي معترضا بين الدال والمدلول دون أن يؤدي وظيفة ما وهذا هو الأغلب والأوضح ويمكن بأبسط نظرة تمييزه مثل أسماء الله الحسنى في النصوص الغزلية ومثل كلمة السقم في لمديح أو هو على الأصح تداخل القواميس في الغرض الواحد
ب-قسم دعت إليه الضرورة الوزنية : والضرورة الوزنية إما في حالة الروي وهذا هو الأغلب أو في حالة تمام المعنى بعدد من المتحركين قبل أن تنتهي التافلويت وسنفصل في ذلك :
الحالة الأولى التي دعى إليها الروي مردها:
1- صعوبة الروي مما يضطر لمغني لأخذ كلمة لاتخدم السياق لكنها تخدم الروي وفي هذه الحالة يكون الوزن متحكما لا متحكما فيه بحيث يفقد لمغني السيطرة على رصّ معانيه وتنقيتها من الألفاظ المشبوهة ويرتبك المعنى وتدخله "الرياح" ويظهر ضعفه ويفقد رونقه وينقله من عالم الإبداع إلى عالم بوسوير ومن أمثلة ذلك:(ماه مين ، ماه رد، دون شك ، ما فيهَ ريب ، حگ زاد، يحظيه ، الاه تفتات ، ابلا انزاع ، ذاك شاع ، إگين ، گم ، بالذات..إلخ)
"مع العلم أن هذه الألفاظ وماشاكلها تأتي في الأصل بأدوار دلالية ذات أهمية داخل النص لكن حين تفقد تلك الوظيفة ويتم إقحامها بصيغة شبه معلبة في مخيلة لمغني لابد وأن تكون حشوا .."وهذا عام في هذا الباب.. !!
2- العجز القاموسي : وذلك ربما يكون ناتجا عن قلة ما يحفظ لمغني من النصوص النثرية والشعرية بصفة عامة وقاموس الغرض المتناول بصفة خاصة.
الحالة الثانية: وهي تمام المعنى مع بقاء مساحة من التافلويت قد تكون:
1-مساحة متحرك واحد :وهذا دائما ما يحشى ب هاء التنبيه مثل هذاك ، والكاف التي لا تفيد معنى البعد مثل ذاك وكذلك ب زادْ وگاعْ إذا وضعا خارج نطاقهم الدلالي المعروف
2-مساحة متحركين : وهذه تحشى دائما ب اصَّ، أتوف ،حَگَ ، أظرف الزمان أظرف المكان..
3-مساحة ثلاثة متحركين؛ وهذه أيضا تحشى ب القيوم ، الشفاع ، الجلال ، ..إلخ
ج-قسم نتاج لترادف الألفاظ وهذا ممّا يصعب تمييزه وصاحبه لم يميز بين اللغة الشعرية والسرد النثري الذي قد يستحسن فيه ما يعاب في غيره ومن أمثلة ذلك: ميَ في الميَ ، من شي قرش، شفت ابعينيك ،اسمعت ابوذنيك، حد حد، فات فات ،شين إلين، زين إلين ، معلوم واكريم، دين زين اصلاي ، عين الدگ افعين ..إلخ
ملحوظة:
هناك ما يسمى بالتكلف وهو مدعاة لأن يصعب انقياد الشعر ويكثر فيه الحشو ومن أسباب التكلف :اغن المناسبات ،اغن تحت الطلب ، تطلاع الگفان ،بعض لگطاعات ..إلخ
ومن ما سبق نستنتج أن الحشو:
1-زيادة في الألفاظ ونقص في المعاني
2-أنه يكون في الروي وفي غيره
3-أنه وجه من وجوه الإطناب
4-أنه مخل بالشاعرية ومن سمات "بسوير"
5-أنه من أمارات عجز لمغني.
وفي الختام نفتح النقاش للأدباء من أجل إثراء الموضوع.