بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى على نبيه الكريم
بمناسبة الذكري 99 لوفاة العلامة باب بن الشيخ سيديا اعيد نشر هذا المقال الذي سبق ان نشرته دفاعا عنه
باب ول الشيخ سيديا
هو العلامة الشيخ سيدي باب بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا بن المختار بن الهيبة العالم المجدد والإمام المجتهد .
-فجده الشيخ سيديا بن المختار بن الهيبة هو مفخرة موريتانيا العالم المدرس والمصلح الإجتماعي والولي المشهور قال عنه الوسيط:"هو العلم الذي رفعه الله على أهل قطره واستظل به أهل دهره وماذا أقول في رجل أتفق على أنه لم يظهر مثله في تلك البلاد"-
ولاغروة ان شبهه حفيده ( العلامة باب)
يعتبر باب بن الشيخ سيديا من العلماءالربانيين العارفين بالله والعاملين بالدين والمجددين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح
((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها))
فقد نفض الغبار عن هذا الدين وبين السنن ودعا إلى العمل بها وبين زيف البدع وحذر منها وفي ذالك يقول :
وقل لقوم أحدثوا في أمره مهاجرا
قد موهو بشبه واعتذرو معاذرا
وزعموا مزاعما وسودو دفاترا
وأورثت أكابرا بدعتها اصاغرا
وأحيا مدرسة الراجح بعد أن كان الناس لايعملون إلا با المشهور
ثم أسس مكتبة كبرى تحتوي على جمع من الكتب النفيسة وبنى لها دارا في ابيتلميت وقال فيها :
بوركت يا دار كتب العلم من دار وجاد أرضك غاد المزن والسار
ودام مجدك محفوظا سرادقه طول الزمان من المولى باسوار
إلى أن يقول:
طورا إلى أحرف القرآن وجهته وماتضمن من معنى وأسرار
وتارة ينتحي ماجاء من سنن عن النبي بأخبار وآثار
إلى أصول إلي فقه إلى سنن من التصوف لم يوصف بأكدار
إلى فنون من الآلات مظهرة من المقاصد مستورا باستار
كما حفظ الله به عقيدة السلف من التفويض والإيمان بالمتشابه وامراره كما جاء على مراد الله تعالى به من دون تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل وفي ذالك يقول:
ماأوهم التشبيه في آيات وفي أحاديث عن الثقات
فهي صفات وصف الرحمان بها وواجب بها الإيمان
فهي على ظاهرها نبقيها وتمنع التأويل والتشبيها
قال بذا الثلاثة القرون والخير في اتباعهم مصون
وهو أول من حول علم الأصول من الناحية النظرية إلى الناحية التطبيقية فى هذه البلاد حث ألف فيه كتابه "إرشاد المقلدين عند إختلاف المجتهدين"
بالإضافة الى كونه مؤرخا مدققا من المؤرخين الكبار الذين محصوا تاريخ موريتانيا بعد أن ظل تاريخها يروى بالطرق الشفوية
وشاعرا مفلقا قال في جميع اغراض الشعر ماعدى الهجاء ومدح العلماء والأولياء منوها بمكانة قدرهم كالعلامة يحظيه بن عبد الودود والشيخ سعد بوه والشيخ احمدو بمب والعلامة البشير بن امباركي
وناخذ نموذجا واحدا وهو مدحه للعلامة والمدرس يحظيه بن عبد الودود:
أحظى الذي جل عن شرك وتشبيه بالعلم والأدب المختار يحظيه
يرضى به الناس في أيامه خلفا عن سيبويه وصافيه وشانيه
يارب جوهر علم ظل ينفقه في آخذين له لم يغمضوا فيه
كان الشيخ باب ول الشيخ سيديا ناقدا للمتصوفة أصحاب البدع ورد عليهم كغيره من العلماء كالقشري في رسائله ومن علماء موريتانيا العلامة محمد يحي الولاتي في كتابه:
"نصيحة أولاد الزوايا والطلبه عن الدخول في طريقة زنادقة المتصوفة الجهلة الكذبة"
و محبا الأ هل التصوف من المشاييخ العارفين الربانيين
كالشيخ سعد أبيه والشيخ أحمدو بمب والشيخ محمد سالم بن ألما والراجل بن داداه.....
ورث العلامة باب ول الشيخ سيديا السيادة والقيادة وجعل الله له لسان صدق في الآخرين ولاعجب فأسرته أهل الشيخ سيديا أعطاها الله العز والنصر حتى ذاع صيتها في الآفاق وستبقى كذالك الى أن يرث الله الأرض ومن عليها
فقد زكاه علماء عصره ومدحوه بكثير من القصائد من ذالك قول العلامة البشير بن امباركي
سلام عليكم أباب الأغر كشهد مشوب بماء المطر
إلى من تسامى الأعل العلا علوما تراثا لخير البشر...
وقول العلامة أبو مدين بن الشيخ احمدو بن اسليمان
أحيالنا الدين فانقشعت به غياهب الجهل عنا والجهالات
أسدى عن علوم الدين ماقصرت عن كنه مبلغه عنا العبارات...
توفي رحمه الله تعالى في عام 1342وفي ذالك يقول شيخنا العلامة المختار بن المحبوبي مؤرخا عام وفاته :
وعام مب أصاب ما أصابا باب القضاء والسخاء بابا
ذوالحزم والعزم والاجتهاد ذوالملك والصيت وقفو الهادي.
رحمه الله تعالى