قال النائب البرلماني السابق الخليل النحوي، إن البرلمان الموريتاني يجب أن تكون لديه القدرة على “الرقابة الاستباقية”، مشيرًا إلى أنه عمل من أجل ذلك خلال ولايته البرلمانية التي بدأت 2018 وانتهت 2023.
الخليل النحوي كان يتحدث في لقاء مع مجموعة من الصحفيين، ليل السبت/الأحد، لاستعراض حصيلة عمله في البرلمان طيلة السنوات الخمس الماضي.
واستعرض الخليل النحوي بشكل مفصل البرنامج الذي عمل على تنفيذه في مأموريته البرلمانية، موزعا على ستة محاور، مبينًا ما تحقق منه، وما لم يتحقق، معلنًا في السياق ذاته أن نفس البرنامج “سيخضع للتحيين والتحسين” من أجل العمل على تحقيقه خلال مأمورية برلمانية ثانية أعلن الترشح لها في الانتخابات المرتقبة شهر مايو المقبل.
وأعلن النحوي أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على رأس اللائحة الوطنية لحزب الكتل الموريتانية (حكم)، محددًا موقعه داخل الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وفي سياق حديثه عما عمل من أجله خلال المأمورية البرلمانية المنقضية، قال النحوي: “اعتبرت أنه من واجبي أن أساهم في خلق تقاليد جديدة في الغرفة التشريعية، وبالذات الرقابة الاستباقية، التي تقتضي أن يدرس البرلمان ويقدم رؤية وينتج أفكارا ويدرس القضايا الكبرى، ولا ينتظر حتى وقوع الواقعة ليسائل الوزير”.
ووصف النحوي مساءلة الوزراء بعد وقوع المشاكل بأنها تشبه المثل الفرنسي “طبيب بعد الموت”، مؤكدًا في السياق ذاته أن “البرلمان يجب أن يمارس رقابة استباقية، لذا طرحت مبادرة المنتديات النيابية حول القضايا الناظمة الكبرى التي تستشرف المستقبل وتحتاط للأمر قبل وقوعه، وتنتج رؤى وأفكار يمكن أن يستفيد منها الجهاز التنفيذي”، وفق تعبيره.
وفي سياق حديثه عن المناخ السياسي، قال الخليل النحوي: “انطلقنا أن من مهمتنا -وسعيت في ذلك ما وسعني- أن نوسع المشترك بين من يعتبرون فرقاء، حتى يفهموا أنهم شركاء قبل أن يكونوا فرقاء، ويوسعوا دائرة المشترك ويضيقوا هوة الخلاف، ويكسروا الحواجز التي بينهم، من أجل خلق مناخ سياسي جديد، تبنى فيه ثقافة سياسية جديدة، نخرج بها من ثنائيات الحدية الضيقة”.
وأوضح أن “الألوان لا تقتصر على الأبيض والأسود، وإنما هناك طيف ألوان بين هذا وذاك، ونعرف أن بين الكل ولا شيء، هناك مساحة واسعة يجب أن نتحرك فيها، ومناطق رمادية يجب أن نبني فيها ثقافة سياسية جديدة، ليست ثقافة التخندق والاستقطاب والثنائيات الحدية”، على حد تعبيره.
وخلص الخليل النحوي في نهاية العرض إلى استعراض نماذج من 53 مبادرة ومقترحا تقدم بها خلال السنوات الخمس الماضية، شملت العمل النيابي، والحقلين الديني والاقتصادي، والأمن والحماية الاجتماعية، والحكامة وإصلاح الإدارة، والسياسة.