وحدة التراث المادي واللامادي مدرسة الدكتورة بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
تسعى هذه الوحدة للتأسيس لقراءة جادة للتراث الموريتاني بكل مكوناته المادية واللامادية، الرمزية والشفاهية والمكتوبة ليكون منطلقا للإقلاع الحضاري الذي يستثمر التراث في الحاضر مساءلة واستنطاقا واستنارة بفضاءاته التي تستحث الاجيال وتشحذ ههمهم للخلق والإبداع تأسيا بخلف طوع الحاضن البيئي لينتج ثقافة استثناء في فرادتها وسعة روافدها وتنوع مجالاتها متنقلة على ظهور العيس والحمر الأهلية نشدانا لنقاط الماء و الكلأ ، يتجمع سدنتها في خيم مهيئة للطي والنشر إن حدا حادي الرحيل.
وفي سمرهم يتجمع الأطفال والرعاة لممارسة هواياتهم تتفيسا بعد يوم شاق .تلك الهوايات التي تتوزع بين ألعاب ذهنية الأحاجي والألغاز وقصص المغامرت التي تنسجها الذاكرة الشعبية وتتغير حسب الزمان والمكان مع رمزية شخوصها الخرافية التي تارة تكون حيوانات نادرة لها ميزاتها وتحديها مثل العنز البزية وروح الغول وغير ذلك وكأن الذين ينسحونها قراوا كليلة ودمنة.
بالاضافة لألعاب أخرى بدنية مثل هيب والغميصة وجامدل واكرور ام اديار والكرة وادقوقه ورياضة ركوب الحيوانات السائبة لز الحمير .
وللطبقات الاجتماعية الأخرى ألعابها المرتبطة بالمواسم نزول المطر وامتلاء الحقول والحصاد التي يمارسون فيها الرقص والرماية وغير ذلك.
ويجتمعون بعتمات اليل للمديح النبوي بآلاتهم الموسيقية الخاصة المصنوعة من الأشجار مثل الرباب النيفار ، الناي ، ينشدون عليها اشعارهم ذات الأوزان والمقامات المتميزة مثل لكرز التي هي ملاحم جديرة بالدراسة..
إن هذا التراث الذي صاغته عقلية الموريتاني في تشكلها وتخلقها نطفا من أمشاج يبتليها خالقها لتعيش على هذه الأرض مشكلة لوحة مختلفة الألوان تنوعا وثراء صهرتها وهاد وأنجد هذه الأرض في مجتمع واحد تربطه وشائج القربى والمصير والمرجعية والهوية.
لجدير بإدراجه ضمن المادة الدراسية في الجامعات وأن تتوجه له الهمم للبحث والدراسة.
وهذا ما أنشئت له هذه الوحدة التي ستنظم ندوات وملتقيات وتنجز فيه بحوث وأطاريح علمية لتكون نواة مخبر علمي وبنك معلومات مختص.
يدير هذه الوحدة أساتذة جامعون بأعلى الرتب العلمية وباحثون مختصون
محم احمد امبارك
