
غزوة بدر الكبرى
بقلم الدكتور : الصوفي الشيخ أمين الصوفي
غزوة بدر الكبرى تعد من اهم الأحداث التاريخية الإسلامية ، وقعت في الجزيرة العربية ، حيث سميت بثلاثة اسماء ، وهي بدر الكبرى ، بدر القتال ، يوم الفرقان ، قال تعالى : " ومآ أنزلنا علىٰ عبدنا يوم ٱلفرقان يوم ٱلتقى ٱلجمعان" سورةالأنفال الآية 41.
وقعت غزوة بدر الكبرى يوم 17 رمضان السنة الثانية للهجرة ، وقيل إنها سميت بغزوة بدر بهذا الاسم نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها .وهو بئر مشهور يقع بين مكة المكرمة ، والمدينة المنورة .
وتعد هذه المعركة أول معركة في الاسلام بين المسلمين والمشركين ، وهي المعركة التي انتصر فيها الحق على الباطل ، وهي المعركة التي انتصر فيها المسلمون بقيادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وانهزم فبها المشركون ، وانكسرت شوكتهم ، وانتصر المسلمون أروع انتصار ، ونزلت الملائكة في هذه المعركة ، استجابة لدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ قال تعالى: " إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ " سورة الأنفال ، الآية 9.
وقد ذكر إن عدد المسلمين في هذه الغزوة كان قليلا مقارنة بأعداد المشركين ، حيث كان عدد المسلمين 313 رجلا، وعدد المشركين 950 رجلا، وقيل أن عدد جيش قريش كان حوالي ألفاً ، وكان معهم مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومعهم القيان يضربون بالدفوف .
وكان قائد المشركين عمرو بن هشام المخزومي القرشي (أبوجهل ) ، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر سبعين رجلاً وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يستشهد منهم سوى أربعة عشر رجلاً، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار ، ومن المعلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخرج من المدينة المنورة ، في نيته قتال، وإنما كان قصده عير قريشٍ التي كانت فيها أموالٌ كان جزءٌ منها للمهاجرين المسلمين من أهل مكة الكرمة ، وقد استولت عليها قريش ظلمًا وعدوانا.
وقعت المعركة بين الطرفين وانتصر فيها المسلمون كما ذكرنا آنفا ، وإن كان العدد والعدة غير متساويين ، وقد رمى صلى الله عليه وسلم المشركين في وجوههم بالحصى، قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولـٰكن ٱلله رمىٰ" سورةالأنفال، الآية : 17.
و ايضا أنزل الله تعالى في كتابه العزيز ، في شان أسرى بدر من المشركين قرآنًا قوله تعالى : "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ".
إذن فقد تواترت الروايات ان عدد المشركين في غزوة بدر الكبرى حوالي ألف مقاتل، مقابل 313 مقاتلا من المسلمين، وأمد الله المسلمين بمدد من الملائكة كما جاء في قولة تعالى: "وَلَقَدْ نَصَّرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِين بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِين".
وانتهت المعركة بانتصار المسلمين ولم يشتشهد منهم إلا اربعة عشر شهيدا ، واصبح للمسلمين قوة تجاه الأعداء ، بل شكل نوع من الرعب والخوف في صفوف المشركين مهم ، وساد احترام المسلمين ، واصبح لهم قول واعتزاز لم يكن موجودا من قبل .