النهوض من السبات والدعوة إلى دولة المواطنة

أحد, 09/11/2025 - 14:21

*النهوض من السبات والدعوة الى دولة المواطنة* . 
نداء وطني صادق ينبض بروح المسؤولية والوعي العميق بمخاطر الانقسامات الضيقة، ويعكس انخراطًا فكريًا ومجتمعيًا في مشروع بناء دولة المواطنة.

✨ في لحظة فارقة من تاريخنا الوطني، وبين أمواج التحديات التي تتربص بوحدتنا، ينهض صوت المواطنة من سباتٍ طال، ليعلن أن موريتانيا تستحق مستقبلًا أفضل، وأن شعبها جدير بدولة تضع الانتماء الوطني فوق كل اعتبار.

نحن، أبناء هذا الوطن، نؤمن أن بناء دولة المواطنة ليس طعنًا في القبيلة، ولا إنكارًا للجهة، بل هو فهم عميق لمعنى الدولة، واعتراف بأن وحدة الشعب هي الحصن المتين لأمن البلاد وازدهارها. لقد آن الأوان أن نكسر قيود العصبيات الضيقة، ونفتح أبواب الأمل أمام مشروع وطني جامع، ينهض بالاقتصاد، ويعزز العدالة، ويصون الكرامة.

وجاء خطاب رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في التاسع من نوفمبر 2025، ليضع النقاط على الحروف، ويؤكد أن الدولة لن تتساهل بعد اليوم مع أي توظيف للقبيلة أو الجهة أو الشريحة في ممارسات تتنافى مع قيم الجمهورية ومبادئها. لقد شدد الرئيس على أن موظفي الدولة، بصفتهم رموزًا للمرفق العام، محظور عليهم تنظيم أو حضور فعاليات ذات طابع قبلي أو جهوي، وأن مثل هذه المظاهر لم تعد مقبولة بأي شكل من الأشكال.

كما حذر من النزاعات القبلية حول الموارد، مؤكدًا أنها ممارسات خطيرة تضر بالحاضر والمستقبل، ودعا إلى أن يكون الانتماء الوطني هو الهوية الجامعة، وأن حرية التعبير لا تعني المساس بالوحدة الوطنية.

إننا، كمواطنين ومثقفين وفاعلين في الحقل الأكاديمي، نعلن دعمنا الكامل لهذا التوجه الوطني، ونعتبره خطوة شافية نحو بناء الجمهورية الإسلامية الموريتانية على أسس المواطنة والمساواة. وندعو النخب السياسية والمجتمعية والشبابية إلى الانخراط في هذا المسار، والعمل على ترسيخ قيم الدولة، ونبذ العصبيات، وتقديم المصلحة العامة على كل اعتبار.

عاشت موريتانيا حرة، أبية، واحدة، موحدة.

✍️ بقلم:   محم أحمد أمبارك  
عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية