انطلقت اليوم الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أشغال قمة للتنوع الحيوي بعنوان "وان ابلانيت" (كوكب واحد).
وترمي القمة التي ترأس انطلاقتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويحضرها العديد من قادة العالم والشخصيات الدولية، إلى إعادة الزخم إلى الدبلوماسية الخضراء بعد تباطؤ جهود إنقاذ البيئة بفعل الجائحة التي تجسّد فداحة الخطر المتأتي من الأزمات البيئية.
وتتخلل القمة كلمات لحوالي ثلاثين شخصية عالمية، يدلي بها معظمهم عبر الفيديو بسبب الأزمة الصحية. ومن بين هؤلاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، ووريث العرش البريطاني الأمير تشارلز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لايين، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيسا وزراء بريطانيا بوريس جونسون وكندا جاستن ترودو، ورئيس كوستاريكا كارلوس ألفارادو، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وستشهد القمة تقديم كل من هؤلاء مبادرات أو قطع التزامات ملموسة بشأن مواضيع القمة الأربعة وهي حماية الأنظمة البيئية الأرضية والبحرية، والترويج لعلم البيئة الزراعي وحشد التمويل، والربط بين إزالة الأحراج والحفاظ على الأجناس وصحة البشر.
وتمثل هذه القمة مسعى واضحا واستجابة جلية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إلى مواجهة التحدي الأمني في منطقة الساحل عبر مقاربة التنمية، وخاصة توفير الغذاء، باعتبار الجوع هو التربة الخصبة لنمو الإرهاب والتطرف.
نشير إلى أن فخامة رئيس الجمهورية قدم مقاربته لمواجهة الإرهاب في منطقة الساحل بلغة جزلة مختصرة واضحة ودقيقة، وذلك في خطابه في قمة الأمن والتنمية في دكار (نوفمبر 2019)، حيث اشترط نجاح محاربة الإرهاب بتوأمة آليتي الغذاء والأمنِ.
وتقوم المقاربة الأمنية الموريتانية لتوفير الأمن ومواجهة الإرهاب والتطرف على إيجاد تنمية محلية، وخلق فرص عمل للسكان في القطاع الزراعي والحيواني، الأمر الذي من شأنه الاطلاع بدور رئيسي في النهضة الزراعية التي هي السبيل الوحيد إلى الاكتفاء الغذائي.
وقد تمكنت موريتانيا بفعل هذه الرؤية من أن تصبح الدولة الوحيدة التي طهرت كامل أراضيها من المسلحين السلفيين عبر مقاربة عسكرية أمنية فكرية وتنموية اتسمت خصائصها بكثير من الحكمة والحنكة.
كما تمسك فخامة رئيس الجمهورية في جميع خطاباته بعد ذلك بمطلب إعفاء ديون القارة، وتنشيط مواردها الاقتصادية، وإضافتها كوجهة مركزية للاستثمارات، وهي مطالب مستحقة لهذه القارة على دورها في أمن المجتمع العالمي، فضلا عن طاقتها البشرية الهائلة، عقولا علمية ويدا عاملة.