
هناك ظاهرة يلاحظها الكثير من الناس، وهي حدوث تشابك واختلاط عشوائي بين بعض الاتصالات الهاتفية.
يمكنك مثلاً أن تتصل أحياناً بشخص على هاتفه المحفوظ لديك، فيذهب اتصالك لشخص آخر مختلف، رغم أنك لم تخطئ في تركيب الرقم! في حين يتفاجأ محدثك الجديد بحديثه معك لأنه كان في الوقت نفسه على اتصال مع شخص آخر، أو يريد الاتصال به!
وأحياناً أخرى يتحول نقل اتصالك فجأة أثناء المكالمة إلى طرف ثالث، وفي بعض الأحيان تنتقل تلقائياً من مكالمتك الهاتفية الخاصة، إلى الاستماع لمحادثة مختلفة كلياً بين شخصين لا تعرفهما ولا تعرف عنهما شيئاً، وقد يحدث بالصدفة أن يكونا شخصين معروفين لديك ولعامة الناس، فهي تشابكات عشوائية!
بعض هذه الحالات قد حدث معي شخصياً، أو حدثت مع شخص أثق فيه فحدثني عن حدوث بعضها معه، ومصدرها يكون غالباً خلل فني في توزيع وتوجيه الاتصالات الهاتفية بمركز الخدمة الأصلي أو الفرعي!
تذكرت ذلك وأنا أقرأ عن تسريب المكالمات الشخصية، فأردت أن أنبه الجميع إلى ضرورة الحذر الدائم أثناء الاتصال، وخاصة أثناء المكالمات الطويلة، لأن أي خطأ من المركز قد ينقل محادثتك الخاصة لشخص آخر مختلف، وربما يكون فضولياً فيستمع لها أو يسجلها، أو يتلاعب بها كما يشاء.
وأسوأ هذه الحالات، هو ما حدثني عنه ذات مرة صديق شخصي لي يعمل مهندساً في إحدى شركات الاتصال، وهو أن بعض موظفي -أو موظفات- شركات الاتصال يتعمدون أحياناً -أو يتعمدن- الاستماع فضولياً لبعض مكالمات الزبناء، بغرض التسلية واللهو، وربما تكون لهم -أو لهن- فيها مآرب أخرى، ومن السهل عليهم -أو عليهن- في هذه الحالة تسجيل ما يشاؤون -أو ما يشأن- من خصوصيات الناس!
للأسف؛ كثير من الموظفين في بلادنا لا يلتزمون عادة بمبدأ واجب "التحفظ وحفظ الأسرار" الذي هو واحد من أساسيات قواعد العمل المهني، وشروط الكفاءة له، لذلك فإن أغلب أعمال الناس وخصوصياتهم يمكن أن يتلاعب بها موظف فضولي غير مسؤول، لمجرد أنه وجد نفسه فجأة -بوساطة من أحد ما- "مسؤولاً" عن مراقبة ومتابعة شؤون الناس والاطلاع على أدق خصوصياتهم، من غير أن يكون له أي مؤهل يخول له ذلك، فيتلاعب بها أو يوزعها كما يشاء!
محمد اندح