من المتوقع أن تحتضن العاصمة الموريتانية نواكشوط نهاية الأسبوع الجارى قمة كروية عالمية للإعلان عن اتفاق تاريخي بين المرشحين لقيادة الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، يتم بموجبه طرح لائحة مشتركة بين المرشحين الأربعة ، لضمان تحول سلسل فى قيادة الكاف، وإصلاح المنظومة الكروية فى القارة السمراء.
وبحسب مصادر زهرة شنقيط فإن اللائحة سيقودها الجنوب افريقي موريس موستب، على أن يختار الرئيس أحمد ولد يحي والمرشح السينغالى أوغستين سينغور كنائبين له، بينما سيتمتع المرشح الإفواري جاك أنوما بمنصب مهم فى التشكلة الجديدة.
ومن المتوقع أن يعلن الاتفاق فى حفل كبير بقصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط يحضره مجمل قادة الاتحادات الإفريقية ، ورئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم إيفانتينو، والأمينة العامة للإنحاد، وعدد من رموز الفيفا.
وتقول معطيات زهرة شنقيط إن الاتفاق الذى رعته الفيفا وقادت الجهود الرامية إلى انضاجه خلال الأسابيع الأخيرة يعتمد على فكرة أساسها "الجمع بين قوة التمويل وحسن التسيير"، بحكم الظروف الصعبة التى يمر بها الكاف والأزمة المالية العالمية، مع حاجة الكاف إلى إرادة سياسية وإدارية يمكنها فرض الإصلاح وتمريره.
وقد تحرك "إيفانتيو" فى زيارته الأخيرة لمجمل الدول الإفريقية مروجا لفكرة الضغط على المرشحين البارزين ( مرشح جنوب افريقيا ومرشح موريتانيا) من أجل بلورة رؤية مشتركة لإصلاح الإتحاد يتم تحريرها وإ‘قرارها من الطرفين، وطرح لائحة مشتركة قادرة على تنفيذها ، مع دعم دولى لها، واسناد من الفيفا بشكل واضح وصريح.
وقد عرض رئيس الفيفا "إيفانتينو" الفكرة على الرئيس الموريتانى محمد ولد الشيخ الغزوانى خلال زيارته الأخيرة، ورئيس جنوب افريقيا، وناقشها فى كيغالي والرباط ودكار وأبدجان وباماكو، كما تم استعراضها مع عواصم أخرى معنية بملف الإنتخابات الحالية فى الكاف، وهو ما أثمر اتفاقية سيعلن عنها يوم السادس من مارس 2021 تعرف باتفاق نواكشوط.
وقد اشترط المرشح الموريتانى أحمد ولد يحي لقبول الفكرة ، موافقة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى باعتباره صاحب القرار الأول فى الملف، لأنه لم يعد طموح شخص أو ترشح رئيس اتحادية، بل ملف دولة هي من تديره وتخطط له وتتحمل كامل المسؤولية فيه، والإعلان عن الاتفاق من نواكشوط كرسالة تعبر عن محورية الدولة فى صناعة القرار الكروى بالقارة السمراء فى الوقت الراهن، وبحضور كل الأطراف المعنية بالملف (المرشحين والفيفا ورؤساء الاتحادات الإفريقية الأربعة والخمسين )، وهو ماتم فى النهاية بعد مشاورات صعبة أستمرت لأكثر من أسبوع.
وبموجب الاتفاق الجديد تضمن موريتانيا أرفع تمثيل للعرب بالاتحاد الإفريقى لكرة القدم ( نائب الرئيس) مع المحافظة على العلاقات الخارجية لها، فى ظل منافسة قوية من بعض قوى الضغط بالعالم العربى والإفريقى، واستمرار الرئيس أحمد ولد يحي علي رأس الاتحادية الوطنية لكرة القدم.
وتقول مصادر بالاتحاد الموريتانى إن المكاسب الجديدة للكرة الموريتانية ماكان لها أن تتحق لولا الدعم القوى، والإسناد الذى عبر عنه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى للمرشح الموريتانى أحمد ولد يحي، واصراره على حضور فاعل للدولة الموريتانية فى مجمل المحافل الدولية، ورميه بثقله لدى رؤساء القارة السمراء، بغية تشكيل قوة ضاغطة، كانت كافية لتحريك مياه الكاف، رغم أن المرشح الموريتانى كان آخر من أعلن ترشحه، وهو أصغر المرشحين سنا، والإسناد العربى فى الوقت الراهن محل نظر كبير.