الطبقية العربية

سبت, 27/03/2021 - 13:05

 

 

كشفت لنا المواجهة التي جمعت المنتخب الوطني الموريتاني بضيفه المغربي أمس ظاهرة غريبة لم نكن نتوقعها أبدا من الأشقاء في الوطن العربي الذي طالما افتخرنا بانتمائنا إليه وحرصنا الكبير على وحدته ووحدة هذه الأمة العربية العظيمة 

 

لكن المباراة المثيرة والتي تألق فيها ابطالنا اظهرت لنا للأسف أن هناك في وطننا العربي عربا من الدرجة الأولى وعربا من الدرجة الثانية وربما هناك دوري للمحترفين العرب فوق ذلك كله الله تعالي أعلم .

 

معظم المدونين العرب  كتبوا عن توقعهم لفوز ساحق ومستحق للأسود المغربية على حساب موريتانيا وهذا أمر طبيعي بحكم قوة الفريق الضيف لكن بعضهم تمنى الفوز للمغرب على موريتانيا على الرغم من كون المغرب تأهل سلفا للأمم أفريقيا بعد تعادل بوروندي وأفريقيا الوسطى والمباراة لا تعني له أي شيء

 

وبعد أن تأرنب الأسد المغربي في الشوط الأول وكذلك الشوط الثاني انكبوا على السخرية من الملعب والنقل التلفزيوني وحملوه اسباب فشل المحترفين المغاربة في الوصول للمرمى وهي أغرب الأسباب التي نراها في كرة القدم حاليا

 

ومن الغريب أن الاستديو التحليلي لشبكة بي ان سبورت العربية الذي يفترض أنه حيادي في هذه المباراة العربية الخالصة لم يكن سوى مدرجا لتشجيع المنتخب المغربي على حساب موريتانيا ، حتى المحللين الذين يتقاضوا مبالغ كبيرة على التحليل الفني للمباريات اقتصر حديثهم عن أرضية الملعب وشكلية الحضور والتقليل من شأن موريتانيا ، وهو كلام ردد المعلق أكثر من مرة بل وشدد على أنها مباراة مملة بالنسبة له طبعا

 

لم نرى فريقا في العالم يعلل اسباب فشله لأرضية الملعب مهما كانت وضعيتها ،  في أسبانيا وأنكلترى وإيطاليا تلعب أندية من الدرجات السفلى في الكؤوس الوطنية أمام أندية عالمية تضم أكبر نجوم كرة القدم في العالم امثال ميسى ورونالدو وغيرهم وذلك على ملاعب متواضعة جدا ولم يكن هذا الأمر أبدا سببا كافيا لتبرير العجز الهجومي أو سوء الأداء

 

ملعب شيخا قبل عام فقط زارته بعثة فنية من الفيفا والكاف وأكدت أنه يتوفر على جميع المعايير المطلوبة للسلامة نجيلة ومستلزمات ، ومنذ أيام قليلة لعب عليه رئيس الاتحاد الدولي جاني انفانتيو وعدد من رؤساء الاتحادات الكروية القارية يتقدمهم الرئيس الجديد للكاف موتسيبي بارتريس ، مباراة استعراضية ولم يلاحظوا هذه الأمور الشكلية 

 

وأخيرا نؤكد للجميع سواء معلقين أو محليين أن منتخبنا الوطني اسمه المرابطون وليس أسود شنقيط لأننا لسنا حيوانات ولا نسمي فريقنا تلك المسميات ، إضافة إلى انه ليس بجاحة لدعم العرب ولا غيرهم وسوف يواصل شق طريقه بنفسه نحو العالمية تماما كما فعلها رئيس اتحاد الكرة الوطني أحمد يحيى ولو كره المتكبرون

 

المصطفى مامون