سأكون موضوعيًا في تقييم المؤتمر الصحفي

خميس, 29/04/2021 - 12:26

بداية، لم أكن أرغبُ في عقد المؤتمر الصحفي أصلًا، لأني أتوقع دائمًا أن يأتي الرئيس السابق بجديد لا يروق لنا نحن معشر المتغزونين..

 

 

 

ولكن يبدو أنّ السلطات ليس لها نفس التصور، أو لا تريد منع حق يتيحه القانون، لأنه بجرّة قلم يمكن أن يُلغى عقد المؤتمر الصحفي، ولن تنطح فيها شاة شاة " "الدوله ما تُعاند" كما يعرف عزيز، ولن يذرف أحدٌ أية دمعة على خرق القانون في هذه الحالة.

 

 

 

انتظرتُ بثّ المؤتمر الصحفي عبر قناة شنقيط، وحاولتُ، مثل الكثيرين، أن أصَدق ما ذهب إليه أخي وزميلي مدير القناة، من أن السبب تقنيٌ محضٌ، وليس امتثالًا لقاعدة "الدوله ما تعاند".

 

 

 

أغبطُ الرئيس عزيز في جُرأته على الحديث عن الفقراء ومعاناتهم، عندما قال إن زيّادات أجور النواب البرلمانيين تبديد للمال العام، وأن زيادة كل نائب تكفي لتشغيل عدة اشخاص من العاطلين الكثيرين، وتناسى أن بعض المليارات من مجحوزاته العينية فقط تكفي لتشغيل كل العاطلين ولزيادة أجور جميع عمال الدولة.

 

 

 

ولكي التزم بالموضوعية فإنني اتفق مع ولد عبد العزيز تماماً في كون المسافة بين الصيدليات بلا فائدة، فتلك حقيقة وفكرة جديدة على خطاب عزيز، وربما من أفكار حزب "الرباط" الذي قال إنه حزب أفكار وليس حزب أشخاص، وتلك أيضا حقيقة إذ لم ينتسب للحزب الكثير من الأشخاص.

 

 

 

وعلى ذكر الأشخاص فقد لاحظتُ أنه مع وجود الدكتور محمد جبريل بجانب عزيز، فقد حلّت السيدة تكيبر محلّ الساعد الأيمن معالي الوزير سيدنا عالي، ومع ذلك ما يزال عزيز يلتفتُ إلى الخلف لتصحيح المعلومات، ثم يعود خاليّ الوفاض.

 

 

 

ما يزال عزيز رهينًا لماضي العداء لقبيلة معينة، وهي القبيلة التي زجّ بابنائها في السجون، وأفلس استمارات رجالاتها بالضرائب، وهو الذي كرر كثيرًا في خرجته أنه يؤمن بالقانون وبالديمقراطية.

 

 

 

واللافت أنه أضاف إلى تلك القبيلة جهة "قبيلة وجهة" وهو بالتأكيد يعني اترارزة، التي تعامل معها طيلة العشرية بمنطق "خذ خيرها وناخبيها" إذ هوّ اليوم من كبار المزارعين والمنمين في هذه الجهة.

 

 

 

اعتقدَ عزيز أنه ضرب الترارزة في الصميم حين ألغى نصًا شعريًا للشيخ سيديا باب وأحل محله النشيد الوطني الجديد، واعتقدَ أنه هزم الترارزة حين أعاد كتابة تاريخ " أم التونسي" على نحو مجانبٍ للحقائق والشواهد التاريخية.

 

 

 

أعتقدُ شخصيًا أن عزيز يكره حتى اسم الشيخ سيديا "بابَ"وربما كان ذلك وراء تهميشه لمعالي الوزير الرمز باب ولد سيدي لأنه يحمل نفس الاسم ويحمل قرونا من تاريخ وعنفوان اترارزه أيضًا.

 

 

 

هذا مجرد اعتقاد قديم عندي، ويعززه كوننا لم نسمع عن سميٍ لبابَ حصل على حظوة لدى عزيز طيلة العشرية.

 

 

 

إني امرؤ صائم

 

 

 

عبد الله اتفاغ المختار - كاتب صحفي