وصف وزير الصحة الموريتاني الدكتور سيدي ولد الزحاف ما تتعرض له الكفاءات الطبية في بلدان المنطقة من خلال عملها في دول متقدمة بأنه "قرصنة"، حيث تكونهم الدول على حسابها، لكن تأخذهم دول أخرى لأنها تقدم لهم ظروف عمل أحسن.
وقال ولد الزحاف خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم إنه في فرنسا يعمل أطباء موريتانيون كونتهم موريتانيا، وكذا أطباء ماليون كونتهم مالي، كما يعمل في كندا أطباء من بوركينا فاسو، ومن موريتانيا، وكذا الولايات المتحدة يعمل فيها أطباء من مصر، لافتا إلى أن كل هذه الكفاءات كونتهم دولهم وأخذتهم هذه الدول.
وأضاف ولد الزحاف أن أزمة المصادر البشرية أزمة عالمية، وتتم فيها القرصنة، مردفا بقوله: "هذا لا يمكن أن يسمى إلا بالقرصنة، هناك من يكون المصادر البشرية، وهناك من يستحوذ عليها".

وشدد ولد الزحاف على أنه لا توجد أي دولة تمكنت من حل هذه مشكلة المصادر البشرية في المجال الصحي إلا إذا كانت كوبا لأن لها ثقافة خاصة، ونظام خاص.
وقال ولد الزحاف إن النظام الصحي في موريتانيا يكلف أضعاف ما تكلفه أنظمة صحية في بلدان أخرى، مشيرا إلى أن النظم الطبيعية الموجودة في العالم لا يمكن أن تنطبق على ما هو موجود في البلاد.
وأردف ولد الزحاف قائلا: "نحن اليوم لدينا مستشفى، وطبيب وممرضين في مدينة أكجوجت، هذا لا يمكن أن يوجد في العالم، ولاياتنا الداخلية لا تستحق أي منها مستشفى وفقا للنظم العالمية، ولكنها ولايات نائية، ولا بد لها من مستشفيات لتوفير العلاجات".
وتحدث ولد الزحاف عن وجود تحسن في مجال المصادر البشرية، مردفا أنه قد يكون من بين الحضور من أدرك فترة كان المسؤول الأول فيها في المستشفى الولاية ممرض ولا يوجد أي دكتور، أما الآن فالأطباء في المراكز في المقاطعات والبلديات، وفي النقاط الصحية.
كما توقف ولد الزحاف مع خصوصية أخرى لا توجد لدى البلدان الأخرى - وفقا لقوله - وهي أن عدد المواطنين في البلاد أربعة ملايين، لكن المساحة تتجاوز 1 مليون كلم مربع، معتبرا أن عدد المدن التي يتجاوز عدد سكانها 10 آلاف نسمة فأكثر لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وكلما قل عد السكان زاد عدد القرى.