بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
تقبل الله صيامنا وصيامكم وضاعف لنا جميعا الأجر،
أيها السادة أيتها السيدات،
نجتمع اليوم في هذا الشهر المبارك ونحن نعبر أهم حلقات تاريخنا الحديث، نحو مستقبل أكثر أمنا ورخاء ورفاهية لشعبنا، وذلك بعد ما يزيد على سنتين ونصف من العمل الحكومي المثابر والمنهمك في تنفيذ برنامج "تعهداتي" لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،
لقد عمل حزب الاتحاد من الجمهورية منذ مؤتمره الثاني العادي على تهيئة كافة مؤسساته الوطنية والقاعدية، لتكون لها القدرة على مواكبة مختلف مراحل تنفيذ برنامج فخامة رئيس الجمهورية، وهو ما نفذته قيادة الحزب بجعل كل الهيئات قادرة على أداء عملها وبطريقة انسيابية، كما واكب الحزب مختلف النشاطات الحكومية وقام بالعديد من النشاطات السياسية والتعبوية والتحسيسية والإعلامية والفكرية، الموجهة إلى مناضليه وكل المواطنين، بغية إطلاعهم على أهمية ما تحقق ويتحقق في البلاد منذ تسلم فخامة رئيس الجمهورية مقاليد الأمور، ولحثهم الدائم على حماية الانجازات الوطنية والدفاع عنها.
كانت هذه الفترة، رغم قصرها النسبي، حافلة بالإنجازات التي لم تستسلم لوباء كوفيد19، ولم تذعن لتبعاته التي أرهقت البشرية على كافة الصعد، فقد تواصلت الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية...، بل تضاعفت الجهود لمساعدة المواطنين الأقل دخلا، من خلال المساعدات والتحويلات النقدية والزيادة الكبيرة في نسبة المستفيدين من التأمين الصحي، بالإضافة إلى تطوير منظومتنا الصحية، ودعم أسعار المواد الضرورية، لتخفيف الآثار المترتبة على الجائحة والتقليل من معاناة هؤلاء المواطنين، وغيرها من الإجراءات التي عبرت فعلا عن حقيقة برنامج فخامة رئيس الجمهورية وميولاته الاجتماعية المعروفة.
أما على المستوى الاقتصادي، فإن الدولة اتخذت سلسلة من التدابير والإجراءات مكنت من استقرار اقتصادنا إجمالا، في وقت يجتاح فيه الركود والغلاء مختلف بقاع العالم، بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تبعات كوفيد19، فقد قامت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي كورونا بإجراءات كان لها الأثر البالغ في الوقوف أمام الكثير من الأخطار المحتملة، وإن المبالغ التي تقرر إنفاقها لمكافحة الوباء وآثاره ومساعدة الفئات الهشة ودعم المواد الأساسية لأكبر شاهد على ما تم إنجازه في هذا السياق، حيث أوضح فخامة رئيس الجمهورية في خطابه أمام رجال الأعمال أنه تم تخصيص ما يزيد على مائتين وثمانين مليار أوقية قديمة من خزينة الدولة لمواجهة هذه الآثار.
كما أن برنامجي "أولوياتي" و"أولوياتي الموسع" وغيرهما من البرامج الاقتصادية الموجهة، شكلا رافدا قويا للإجراءات التي اتخذتها الدولة بصفة عامة، وساعدا على الاستمرار في البرامج التي كانت مقررة.
ولا يخفى عليكم ما يوليه فخامة رئيس الجمهورية من أهمية لهذا الموضوع، حيث دعا رجال أعمالنا إلى تكاتف الجهود في إطار مبادرة خاصة يتم إطلاقها سريعا من أجل الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في تحقيق اكتفاء ذاتي لبلادنا، كالزراعة والتنمية الحيوانية والصيد والصناعة، وهو ما يدل على وعي سيادته بالتحديات المحلية والدولية التي تواجهنا، والتي من أبرزها الإرث الاقتصادي الثقيل الذي خلفته الجائحة على مستوى العالم، وعدم استفادتنا في الماضي من الإمكانات المتاحة لنا وعدم نجاعة سياساتنا العمومية، وهنا لا بد للجميع من استيعاب الدرس في اعتماد مبدأ المكاشفة في التعاطي مع الشأن الوطني، على أن لا يكون طريقا للاستسلام للأمر الواقع، بل محفزا نحو التنمية الحقيقية وبناء الدولة والمواطن القويين.
أما على المستوى الدبلوماسي فقد احتلت بلادنا مكانتها اللائقة في العالم، وأصبح لها حضورها المتميز بسبب حكمة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتسييره الناجح لمختلف الملفات وتعاطي فخامته الرزين مع كل قادة العالم وفق ما يخدم مصلحة موريتانيا ويضمن لها كرامتها ومستقبلها الواعد.
إن الحراك الفكري والسياسي والاقتصادي الذي جاء به برنامج "تعهداتي" لم يكن ليصل مداه لولا النقلة التي حدثت في تعاطي أعلى سلطة في البلد مع مفهوم العدالة والإنصاف بأساليب جديدة، قوامها الحرص على إعطاء المكانة الكريمة لكل مواطنينا، واعتماد مقاربة تعتمد التكريم والحظوة فقط لمن خدم الوطن أكثر، وهو ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في خطاب "مدائن التراث" بودان أصدق تعبير، وبأدق تشخيص في تجاوز مدوٍّ لفترات من الظلم والتقليل من قيمة فئات اجتماعية، طالما ضحت بكل طاقاتها خدمة لشعبها ولوطنها: ((ولقد أن الأوان أن نطهر موروثنا الثقافي من رواسب ذلك الظلم الشنيع وأن نتخلص نهائيا من تلك الأحكام المسبقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الاجتما