لما ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻜﺔ ﻓﺎﺗﺤﺎً ﻭﻗﻒ
ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ، ﻭ ﺳﺄﻝ : " ﺃﻳﻦ ﺑﻼﻝ؟ " ، ﻭ ﻗﺎﻝ : " ﻧﺎﺩﻭﺍ ﻟﻲ
ﺑﻼﻝ " ...
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : "ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻗﺮﻳﺶ ﻻﺯﻟﺖ ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺘﻢ
ﺗﻌﺬﺑﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻼﻻً ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ " ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺑﻼﻝ ، ﻗﺎﻝ
ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ : "ﺃﺩﺧﻞ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ، ﻓﻼ
ﻳﺼﻠّﻴﻦّ ﻣﻌﻲ ﺃﺣﺪٌ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ " ...!
(ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً ﻭ ﺗﺸﺮﻳﻔﺎ ﻟﻪ ﻭﺭﺩﺍً ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﺎﻟﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺇﺳﻼﻣﻪ) ...
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻟﺒﻼﻝ : "ﺗﻌﺎﻝ
ﻓﺎﺻﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ )"! ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ) ﻓﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ
ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﻘﻔﻬﺎ ، ﻓﻨﻈﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ
ﺳﻠﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻼﻩ .. ﻓﻮﺿﻊ ﺑﻼﻝ
ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰٰ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯٰ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ، ﻭ ﺻﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ : " ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ، ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ، ﻭ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻭ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ..!"
ﻓﺄﺫّﻥ ﺑﻼﻝ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑﻨﺪﺍﺀ
ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺟﻴﺶ ﻗﻮﺍﻣﻪ 10.000 ﺭﺟﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﺳﻴﺎﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﻭﺃﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ