بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنجز وعده ونصر عبده وشرح صدره ورفع ذكره وفتح له الفتح المبين وفضله على الخلق أجمعين. والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه والتابعين.
وما لي لا أغزو وللدهر كَرةٌ
وقد نبحت نحو السحاب كلابها
وبعد،
فإن أعداء هذا الدين الحنيف لما رأوا ما حل بالمسلمين من الوهَن الذي وعد به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في آخر الزمن؛ طمعوا في القضاء على الدين الإسلامي بطعنة قاضية تصيبه في صميم مقتله، وذلك بالطعن في أعظم مقدساته وأرسخ ثوابته ومؤسساته؛ فتكررت الإساءة منهم إلى الجناب النبوي الأعظم وفوقوا لذلك سهامهم شرقا وغربا وحشدوا كل الطاقات وتفننوا في أنواع السخافات والبذاءات التي لا ترشح إلا بها أوانيهم ولا تفصح ألفاظُها إلا عن معانيهم؛ وقديما قيل: "سلاح اللئام قبيح الكلام"، وقد استوى في ذلك مذكورهم والمغمور وحاجرهم والمحجور
سواء كأسنان الحمار فلا ترى
لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا
استخفافا منهم واستهتارا بمشاعر مليار مسلم مسالم يساكنونهم على هذا الكوكب ويشاطرونهم أفراحهم وأتراحهم ويعاملونهم بما يأمرهم به دينهم الإسلامي السمح من الوفاء بالعهد والضرب على يد الظالم وعدم الجهر بالسوء والرفق بالجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وكظم الغيط والعفو عن الناس وإكرام الضيف إلى آخر الخصال المعلومة من رسم الوحيين وهدي الثقلين.
لكنهم وجدوا ولله الحمد من المسلمين في جميع أنحاء العالم قوة في هذا الجانب وتمسكا بأوثق عروة من عرى هذا الدين فغضبوا لله ورسوله ؛ وقد قال بعض العلماء : "إن من لا يغضب في موضع الغضب فقد رد حكم الله في خلق الغضب فمن استغضب ولم يغضب فهو حمار".
ولا سيما إن كان مثار الغضب الغيرة للجناب النبوي الأكرم الذي لا يناله ذم الذميم للمذَمَّمْ.
فيجب على المسلمين أن يعدوا لمثل هذا العدوان ما استطاعوا من قوة ، وأن تكون كلمتهم واحدة في مقاطعة هؤلاء المسيئين، وليسدوا أمامهم جميع أبواب المعاملات التجارية ؛ ففي التعامل معهم إقرار لهم على بغيهم وتطاولهم على الدين الإسلامي وأعظم مقدساته. وقد جُرِّب غناء هذا السلاح قديما وحديثا في مثل هذا الموطن ، ومن كلام أشراف الحكماء : دواء من لم يصلحه الإكرام الهوان