الاستقرار هو عامل النجاح
على ضوء الحديث عن انتخابات اتحادية كرة القدم الوطنية والترشحات المرتقبة، ومن يحق له التربع على هرم اتحادية اللعبة الاكثر شعبية في البلاد، والايجابيات التي تحققت خلال الفترة الماضية، والتطلعات المستقبلية بشكل عام؛ لابد لنا ان نذّكر أن عامل الاستقرار الإداري له دور بارز في تطوير الرياضة
صحيح انه حتى الان ليس هناك سوى مرشح وحيد هو الرئيس الحالي احمد يحيى بصرف النظر عن توقعات الشارع الرياضي باحتمالية ظهور شخصية وطنية أخرى خلال الأيام المقبلة تنافس على منصب رئيس الاتحادية في انتخبات السابع من إبريل لكن من اسباب النجاح الحالي لاتحادية كرة القدم "الاستقرار" ومواصلة العمل على ما تم بناؤه في الماضي
لقد عانت كرة القدم الوطنية طيلة العقود الماضية من عدم الاستقرار الإداري فتبادل على رئاستها عدد كبير من الأطر الاكفاء والرياضيين البارزين لكنهم عجزوا عن تحقيق أي شيء على ارض الواقع، وكلما أحس احدهم بفشل مشروعه توارى عن الانظار تاركا المنصب لرئيس جديد يبدأ هو الاخر من نقطة الصفر؛ حتى وصلنا للعام 2010 دون ان يذكر التاريخ لنا حضورا في اي تظاهرة عالمية او اقليمية .
إن الجميع يلاحظ ان فترة الرئيس Ahmed Yahya الأولى على رأس اتحاد الكرة كانت عادية جدا مقارنة بولايتيه الثانية والثالثة، بالرغم من كونها كانت احسن بكثير من فترات اسلافه ؛ حيث عرفت تأهل المنتخب الوطني لاول مرة الى بطولة افريقيا للاعبين المحليين 2014 وتنظيم الدوريات الوطنية ووضع لبنة قوية لتأسيس مشروع كروي طموح
لكن في الولاية الثانية تحقق الكثير من الإنجازات الكروية التي لم يكن الشعب الموريتاني يتوقعها، وكانت بالنسبة للرياضيين شبه مستحيل ؛ حيث دخل المنتخب الوطني الأول نادي المائة الأفضل في العالم، وتأهل لكأس الأمم الافريقية، وفاز بجائزة افضل منتخب افريقي، وتضاعفت ميزانيات الدوري والكأس عشر مرات، واستضافت بلادنا مؤتمرات رياضية عالمية من بينها مرتمر الفيفا
وتعزز ذلك في الولاية الثالثة التي عرفت تجديد دماء المنتخب الوطني فحافظنا على التواجد في أمم افريقيا ووصلنا لربع نهائي بطولة المحليين واستضفنا أول بطولة قارية ووصلت انديتنا لدوري مجموعات البطولات الافريقية وبات يحسب لها حسابها، وتواجد نجومنا في دوريات كبيرة خاصة الليغا فضلا عن نيلنا منصب نائب رئيس الاتحاد الافريقي .
إن حلمنا المستقبلي هو التواجد في كأس العالم وحضور انديتنا بشكل قوي في بطولة السوبر ليغ الأفريقي ووصول مزيد من الموريتانيين للمناصب الهامة في الكاف، والفيفا، والاتحاد العربي ولا يمكننا تحقيق ذلك الا بالاستقرار الإداري في الاتحادية الوطنية؛ لأن الرئيس الحالي سوف يعمل على تعزيز انجازاته اما اذا جاء آخر فلا شك انه سيبدأ من نقطة الصفر كما عرفنا في العقود الفارطة .
إن الهيئات الرياضية في العلم قلما تعرف منافسات انتخبابية متعددة، الا اذا كانت في حالة اثستنائية فمثلا السويري بلاتر صاحب الانجازات الكثير في الفيفا، والكاميروني حياتو باني الاتحاد الأفريقي كلها امضى عقود في منصبه دون تغيير، قبل الثورة الجارفة 2014 وحتى الرئيس الحالي اينفاتينو تمت تزكيته مرتين وكان الأمر سيحصل مع احمد احمد لولا كابوس الفساد .
إن سر تطور الكرة في المغرب والسنغال بشكل لافت في الاعوام الماضية، وتواحدها في المونديال وتتوبجهما بالبطولات القارية، وتوئهم المناصب المؤثرة في الكاف والفيفا يعود للاسقرار الفني ، بينما انعكس الامر سلبا على مصر والحزائر فاحيبو بسبب عدم الاستقرار الإداري خارج حلبة الكاف والفيفا وتوارتهم منتخباتهم عن الحضور في المناسبات الرياضية الكبيرة
كتبه الصحفي : المصطفى مامون