المنتخب الوطني لكرة القدم المرابطون . بقلم اباي اداعة

اثنين, 25/11/2024 - 16:11

المنتخب الوطني لكرة القدم المرابطون
خيبة الأمل و فشل التأهل لنهائيات أمم إفريقيا .

فشل المنتخب الوطني المرابطون في تحقيق التأهل الرابع تواليا لنهائيات كأس أمم إفريقيا CAN 2025 الذي ستحتضنه المملكة المغربية العام القادم .
رغم فوز المرابطون علي منتخب جزر الرأس الأخضر ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهلة، 
بهدف للا شئ علي أرض ملعب شيخا بيديه .
في ظل عجز منتخب الفراعنة من خطف فوز علي أرضه و أمام جمهوره لصالح تأهل منتخبنا الوطني المرابطون لو تغلب علي منتخب بوتسوانا .
لكن التعادل الإيجابي ظل سيد الموقف هدف لكل منتخب هي نتيجة المواجهة 
مما أحدث خيبة أمل كبيرة لدي الجمهور الرياضي الموريتاني و إستياء واسع داخل الأوساط الرياضية الوطنية .
إلا أن عدم تأهل منتخبنا الوطني المرابطون لنهائيات كأس أمم إفريقيا. 
يعد نقمة في طيها نعمة .
فما نتطلع إليه هو تأهل مستحق بأقدام لاعبينا دون منٍّ من أحد أو طمع في أي كان !.
لا شك أن المنتخب الوطني المرابطون قدم مستويات إستثنائية عالية ضمن  بطولات أمم إفريقيا الأخيرة .
حقق خلالها تأهلا تاريخيا إلي الدور الثمن النهائي علي حساب نظيره الجزائري لأول مرة في تاريخه .
و هو ما أعتبر أنذاك بأنه إنجاز غير مسبوق للمرابطين علي مستوي بطولة أمم إفريقيا .
تمكن خلاله القائمون علي شأن رياضة كرة القدم و عناصر المنتخب و الطاقم الفني و المدرب أمير عبدو صاحب الإخفاق الأخير و الخارج لتوه من مهمة تدريب المنتخب الوطني ،
من تحقيق ما عجز عنه رؤساء الإتحادية الموريتانية في الماضي و مختلف تشكيلات المنتخب الوطني المرابطون و كل المدربين في السابق ،
طيلة الخمسين سنة من قيام الدولة المركزية دون المرور إلي هكذا مناسبات قارية أو إفريقية. 
بعد ما أقتصرت مشاركة المنتخب الوطني أنذاك علي بطولة آميكال كابرال دون تحقيق إنجاز يذكر و هي بالمناسبة بطولة إقليمية كانت تقام في منطقة غرب إفريقيا قبل أن تختفي تماما من حسابات الكاف .
كما أن لعبة كرة القدم الموريتانية قد مرت بمراحل إخفاقات و تعثرات علي مدار نصف قرن لم يتمكن خلالها المرابطون إطلاقا من المشاركة في بطولة أمم إفريقيا و لو لمرة واحدة .
إلا أن أداء المنتخبات الوطنية قد شهد في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا و قفزة نوعية عززت من مستوي حضورها داخل البطولات الإفريقية و كأس أمم إفريقيا. 
و الأهم من هذا كله هو الإستمرارية و الحفاظ علي المكاسب و إنجازات التأهل للمرة الرابعة علي التوالي قبل هذا التعثر الأخير. 
بالإضافة إلي فك عقدة التأهل إلي الأدوار المتقدمة من بطولة أمم إفريقيا. 
الفضل في ذلك كله يعود إلي الإتحادية الموريتانية لكرة القدم برئاسة السيد أحمد ولد يحي و معاونيه .
التي لعبت دورا بارزا للنهوض و الإرتقاء بهذه اللعبة .
بجهودها الخاصة و علاقتها المتينة و المتطورة مع الأم بالتبني الفيفا FIFA و دعم الدولة المتواصل عبر الوزارة الوصية من خلال حضور الإدارة المعنية بالقطاع داخل المشهد 
الشئ الذي مكن منتخباتنا من الوصول إلي هذا المستوي من المشاركات القارية و الدولية . 
أسس لإرساء دوري وطني ممتاز و دوريات محلية أخري بدرجات متفاوتة و لمختلف الفئات العمرية دعما للرياضة القاعدية ،
كانت لبعضها مشاركات في بطولة الكوتيف بإسبانيا التي أتاحت للعديد من اللاعبين الوطنيين فرصة الإحتراف خارج الديار في الدوريات و البطولات الأوروبية. 
و في نفس الإطار تمكنت الإتحادية من إعادة بناء و تصميم ملعب شيخا بيديه رحمه الله من جديد و بدعم خالص من الفيفا و بالمواصفات و المعايير الدولية المطلوبة زود بنجيلة إصطناعية خضراء و تركيب مدرجات وصلت سعتها إلي 8500 مقعدا. 
في انتظار بدء الأشغال فيه بشكله الجديد و إنطلاق أعمال توسعة المدرجات و فتح الممرات ستسمح بأن تصل الطاقة لإستيعابية للملعب إلي 20000 الف متفرجا. 
في الوقت الذي من المتوقع أن تنقل فيه كل المباريات الدولية و المحلية خارج العاصمة انواكشوط و بالتحديد مدينة انواذيب،
بعد ما كان ملعب بيديه خلال المواسم الرياضية السابقة قبلة و وجهة لكل اللقاءات الدولية و المحلية .
بالإضافة إلي ماشهدته أروقة الملعب الأولومبي من أعمال ترميم وصيانة .
من جهة أخري ثمة ملاعب و منشآت رياضية تم تشييدها و ترميمها و توسعتها علي نطاق واسع بمواصفات رياضية دولية و تزويد كل منها بنجيلة إصطناعية خضراء داخل الوطن شملت بعض مقاطعات انواكشوط و كل عواصم الولايات الداخلية .
بأوامر عليا من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و بدعم خالص من الخزينة العامة للدولة بإشراف و متابعة من الإتحادية الموريتانية لكرة القدم ممثلة في شركة ملاعب موريتانيا المنفذة للأشغال والتي يديرها السيد عبد الله ولد اتقي .
جهود جبارة و عمل ملموس يجسد رؤية برنامج رئيس الجمهورية الإنتخابي و يدخل ضمن سياسة تمكين الشباب من مزاولة الرياضة مما سيعزز من انتشار و ممارسة اللعبة داخل الوطن من خلال إقامة البطولات و الدوريات المحلية و الجهوية من داخل عواصم الولايات و خلق شعبية جديدة و تخفيف الضغط علي منشآت انواكشوط . 
إن من بين دعائم الحركة الرياضية الوطنية ما يسمي بالرياضة القاعدية أو المدرسية التي هي موجهة أساسا للطفل أو التلميذ في مختلف أطوار التعليم حيث تعمل هذه الأخيرة علي وضع الخطوة الأولي للطفل و التوجيه الصحيح له ،
مما سيساعده في المستقبل أن يكون رياضيا بارزا يمكن أن يساهم في بناء المنتخبات الوطنية و تمثيل البلاد في المحافل و المناسبات الرياضية الدولية .
ففي سياق التصفيات من المؤكد أن فشل المنتخب الوطني في التأهل إلي نهائيات كأس أمم إفريقيا نسخة 2025 المغرب لا علاقة له إطلاقا بمكان و مستوي التحضير للبطولة ،
فقد وفرت الإتحادية الموريتانية لكرة القدم كل الظروف الملائمة للتحضير الجيد و إنجاح المهمة .
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
إذ يرجع أغلب المحللين الرياضيين أسباب هذا الإخفاق إلي غياب إستراتيجية التكوين سواء داخل المنتخبات الوطنية أو الأندية ،
بالإضافة إلي غياب القتالية.و الحماس و خاصة لدي بعض لاعبي المنتخب المحترفين بالدوريات الأوروبية .
فطبيعة تصفيات أمم إفريقيا تتطلب قوة بدنية هائلة وروح قتالية و هذا هو أهم شئ .
في حين يحمل البعض المدرب أمير عبدو مسؤولية الإخفاق والفشل في تأهل المنتخب الوطني المرابطون لأسباب عدة منها : -
‐ إبعاده لأصحاب القدرات و المهارات المحلية من صفوف المنتخب الوطني مقابل إنضمام لاعبين محترفين في دوريات أوروبية درجة ثالثة .
‐ تراجع و تواضع مستوي اللاعبين المحترفين الذين راهن عليهم المدرب أمير عبدو مقارنة بما يقدمونه لأنديتهم .
‐ عدم نجاحه في ربط علاقات وطيدة جدا بكل اللاعبين و أخذ مسافة واحدة من الجميع و هي من أهم قواعد نجاح الفريق و القدرة علي المناسفة علي الألقاب
مما ولد لديه تمايزا بينهم خارج ضوابط اللعبة .
إلا أنه بغض النظر عن الأسباب المتباينة فإن معظم هذه العوامل المؤدية لهذا الفشل تنحصر أساسا حول عدم القدرة علي قراءة الخصم بشكل جيد ( نقاط القوة و الضعف ) ،
و ضعف أداء المنتخب الوطني منذ بداية التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا حيث النتائج مخيبة للآمال في بعض الحالات نتيجة تراجع مستوي لاعبي خطي الدفاع و الهجوم في ظل غياب رأس حربة قناص و هداف .
ففي حالة العودة من بعيد يصعب عليك تدارك الموقف و صناعة الفارق .
في الوقت الذي ظل فيه حارس مرمي المنتخب الوطني انياس يقف سدا منيعا مدافعا بكل تركيز و بسالة عن عرينه طيلة مسار التصفيات فلولا تدخلاته الحاسمة لكانت النتائج كارثية .
ليس سهلا أن تشق طريقك لوحدك نحو النجومية في عالم كرة القدم .
بينما يري آخرون أن هذا الفشل مرده تراجع مستوي البطولات و الدوريات المحلية و غياب تكوين الفئات الصغيرة .
بالإضافة إلي تفضيل اللاعب المحترف علي اللاعب المحلي بالرغم من تدني مستواه و غياب القتالية لديه .
علاوة علي تدخل بعض الأشخاص البعيدين عن كرة القدم في التسيير و الإشراف علي هذه الرياضة أو اللعبة .
بالمقابل ينبغي تدراك هذه السلبيات في المستقبل .
و التعامل بحكمة مع هذا الإقصاء كي لاينهار بناء مشروع المنتخب الوطني الواعد الذي تم التحضير له منذ سنوات في ظل التطور الذي شهدته كرة القدم الموريتانية مؤخرا .    
لعل ذلك ما دفع بالقائمين على شأن الإتحاد الموريتاني لكرة القدم بالإسراع إلي فسخ العقد مع المدرب أمير عبدو بالتراضي في خطوة لترتيب البيت من جديد و تجاوز تداعيات الفشل و الخروج السريع من صدمة الإخفاق ،
حيث ثمنوا بكل روح رياضية جهود المدرب ودوره الكبير فيما حققته المنتخبات الوطنية من تأهلات تاريخية و نتائج إيجابية غير مسبوقة علي مستوي بطولة أمم افريقيا بالتزامن مع فترة إشرافه علي المنتخب .
فمن المسلمات في عالم كرة القدم أن هناك فوزا و تعادلا و خسارة هي أطراف المعادلة التي تحدد التأهل أو الإخفاق ضمن عملية حسابية دقيقة و معقدة .
طالما فرحنا بالتأهل ينبغي أن نرضي بالإقصاء .
فالخسارة أو الإقصاء ليست نهاية المطاف فمن لا يقبل الخسارة في كرة القدم عليه أن يتوقف عن التشجيع .
لأن الخسارة أو الإقصاء مثلها مثل الفوز أو التعادل جزء من لعبة كرة القدم ،
لعل هذا هو سر الإثارة و المتعة .
تأسيسا لما سبق فإن ما تحتاجه كرة القدم الموريتانية اليوم هو لفتة وطنية و دعم و تشجيع و رعاية و مؤازرة مستمرة بغية الوصول إلي المقاصد و الأهداف الرامية إلي تعزيز المكاسب الرياضية و خلق بيئة مناسبة للإستثمار في رياضة كرة القدم المحلية الناشئة في ظل ماتم إنجازه من منشآت رياضية هامة داخل ربوع الوطن .

عيد استقلال مبارك 
   اباي ولد اداعة .