نوفمبر والتاريخ / شعر الشاعر : فاضل أمين رحمه الله

خميس, 28/11/2024 - 12:34

نوفمبر والتاريخ  / شعر: فاضل أمين
 

28 نوفمبر 1975

 

إصدع نوفمبر ينصت الثقلان

واسمق فذكرك فوق كل لسان

وانشر حديثك والزمان فنشره

باقٍ وغير هدى سبيلك فاني

واقدم إلى الجلى تلق زمامها

فلأنت مرغمها على الإذعانِ.

 

***

هل يعلم الطلقاء أنك زرتنا

والليل مطبق صبحنا بجران

فرددت غائلة البغاء وما لنا

لولا طلوعك بالبغاء يدان

أيام تمطرُ بالفتوح سماؤنا

والأرضُ يرضعها الهدى بلبانِ

أيامَ يعصف بالغوايةِ مصحفٌ

ويضيءُ وجه الشمس نصل يماني

وعلى الرمال هنا تهجد قانتٌ

ومن النخيل تلاوة القرآن

أقدمْ نوفمبر فالعشيرةُ حضرٌ

وقلوبها حصن من الإيمان

حدث بربك يا نوفمبر عن بني

وطني وخل دخيلة الكتمان

خيل المرابط إذ تَمَطَّرُ عنوة

مرمى قنابلها على الأوان

وردٌ توطن بالرباط وحافرٌ

حثياته فوق الرصيف الغاني

في "كمب صالح" نخبة ميمونة

وعلى الزلاقة يزحف الجيشان

واسأل بقومك بعدُ كم من وقعةٍ

جلبت على الغازينَ شر هوان

واستشهد العربي يحملُ حقه

جهرا كما الإنسان في الإنسان

سائل بها جيش الفرنج وربه

"كورو" وسائل عصبة الإسبان

يخبرك عن نسغ الحقيقة معقلٌ

للعزةِ القعساء نصب ضمان

هذي الربوع بنى لها أجدادنا

صرحا تحدى مِرَّة الحدثانِ

فابشرْ بعودك واحتضنْ أحسابنا

تنمو جنى الأعنابِ ي الأغصانِ.

 

***

أمس انتظرتك والزمانُ مكشرٌ

ويداي تنبش في حطام كياني

وجحافل الأعداء تغرقُ في دمي

وحرائق التقسيمِ في أجفاني

قالوا سيغرب في المحيطِ شعاعه

تفنى معالمه من الدوران

ويضيع في لج المشاربِ صوته

في سيرة العبسيِّ والهمذاني

حتى إذا انبلجَ اليقينُ وعانقتْ

سيفي بقايا الظلمِ والطغيانِ

نبئتُ أنكَ في الزمانِ مخلد

وركزت رايتنا بكل مكانِ

وتَعَلَّمَ الخذلانُ أنا أمةٌ

تمشى مع التاريخِ خيل رهانِ

الشمسُ يولد خطوها من خطونا

وزماننا في الدهر أي زمانِ

لا تاـلي والدهر يفرع خدنا

بسنانه ونفله بسنان

من كان يجهلُ بأسنا بجهودنا

فليسقهِ فجر الصباح القاني

 

***

يا أيها الحكم الذي ملأ الذرى

عدلا وكان لها جناح أمان

 وحمي المضارب م الدخيل وحقها

أوفى وطهرها من البهتانِ

عش بالشعوبِ وللشعوبِ فإنما

باليّـمِّ وحي سكينة الربانِ

واحصد جناك على أديم جباهنا

فلقد تركت بها النجوم حواني

فطل السماء باخمصيك فأنت في

وطن سما بالحب والعرفانِ

يمتدُّ حولك كالعرين تحوطه

من "نوق شط" إلى حمة عجمان

والمغرب العربي أصبح يومه

بدرا تحصنه يد الرحمن

جلى وشيجته وأعلن ماردا

بالعزِّ رفض وصاية الشيطانِ

وامددْ يديك للعشير فإنما

بالسعي خير صنيعة الإخوانِ

فالقدس تندب في حفاظك ثكلها

واليتم يرتع في شذى لبنانِ

واليوم يرتحل الزمان فلا ترى

إلا المصير ينوءُ بالمزيانِ

وإليكها كف المجاهد بيعة

نحو الجهاد كبيعة الرضوانِ.

 

___