في مشهد مهيب يعكس عمق الولاء الروحي والصلة القلبية، احتشد مساء اليوم عند المدخل الجنوبي للعاصمة آلاف المريدين ومحبي الطريقة القادرية لاستقبال الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا، الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه، لدى وصوله إلى نواكشوط قادماً من النمجاط.
وسيتوجه الشيخ عبد العزيز إلى القبة الصوفية المخصصة له بمقاطعة السبخة، حيث ستقام أوراد الطريقة ويجتمع الخليفة بمريديه وتلامذته لتعميق أواصر التربية الروحية.
القبة، التي تعد رمزاً صوفياً عريقاً، هي خيمة مغربية أهداها الشيخ مالعينين ولد الشيخ محمد فاضل لشقيقه الشيخ سعدبوه ولد الشيخ محمد فاضل. وقد نُصبت لأول مرة في نواكشوط خلال خلافة الشيخ بنن ولد الشيخ الطالب بوي، ومن بعده سار على هذا النهج الخليفة الشيخ آياه ولد الشيخ الطالب بوي.
وتحمل هذه القبة رمزية تاريخية وصوفية عميقة، حيث تشهد حلقات الذكر، والمدائح النبوية، وتعزيز معاني الصفاء الروحي. بعد انتهاء زيارة الخليفة إلى نواكشوط، ستتوجه القبة إلى السنغال، حيث تُقام الاستعدادات للغيبة السنوية التي سيقوم بها الخليفة العام الشيخ عبد العزيز، في استمرار لتقاليد الطريقة القادرية في نشر القيم الروحية وتعزيز المحبة الإلهية.
الحدث يعكس مكانة الطريقة القادرية كمنارة للذكر والصلاح، وجسر روحي يربط بين القلوب المشتاقة للمعاني الربانية في مختلف أنحاء غرب إفريقيا.