" مان "أو " اماب" بقلم احمد سالم الباشا

أحد, 08/12/2024 - 19:06

#مانِ:

"مانِ" أو "امَّابِ" كلمة من اللهجة الحسانية تعني الرفض القاطع وتصغيرها "امّيْنِ" أو "امّيبِ" وهي من أوضح عبارات الرفض القاطع وأقواها من حيث الدلالة وتصغيرها أقوى منها دلاليا، وقد وظفها الأديبان الكبيران الوالد اعل ولد الميداح الملقب "الرجالة" شفاه الله وأطال في عمره وأحمد ولد سيدي ميله رحمة الله عليه بطريقة أدبية طريفة في مساجلة (اگطاع) جرى بينهما، حيث كانا يتجهزان لدعوة وجاؤوا "لغسال اللباس" وجدوا ملابس أحمد جاهزة لكن ملابس الرجالة لم تكتمل جاهزيتها،حيث بقي له قميص "تركِ"  فقال اعلِ (الرجالة) مخاطبا صديقه أحمد: 

انت يلِّ شورك نشكِ :: كنت ؤشاكِ ظرك أرانِ 
لعاد اللِّ عندك تركِ :: ثانِ يَـ الْخُ بيه الفانِ 
فرد عليه أحمد قائلا : 
يلما نبغ عنك موجود :: ما عندي ترك وانسانِ
ثان وامنين افوت إعود :: عندي ترك ثان "مانِ"
قال  الرجاله:
مزلت الى فرغت جِتانْ :: الِّ خفت بعد اترانِ
وترانِ الى عدلت ابّانْ  :: انت ياسر فيك اتبانِ..
وبعد فترة شاهد أحمد عند الرجالة "اشروط امنيجة زينين" فقال له:  
نختير ؤذاك اثبت :: لعظم والبيت اخلاط
تعطيهم لي لعت :: اللِّ مانك ظبّاط
فرد عليه الرجالة: 
لبّيت امابِ بيه :: وبلعظم وبلخلاط
هاذ ما تنفع فيه :: الطلبه تم الا اطْ..

وظفها أيضا الفنانون الموريتانيون بطريقة فنية رائعة، فمن سمع الفنانة العظيمة المرحومة ديمي منت آب تغني شور "امابِ" وگيفانه الرائعة لابد أن يتمايل طربا ومن گيفانه التي غنت ديمي:

لا تات اتلاگف :: فالهول امابِ
ما يبگ واگف :: حد ؤلا جابِ.. 

وظفها أيضا المدير الجهوي "للتربية" وإصلاح النظام التعليمي في ولاية لبراكنة لمرابط ولد الشيخ محمود بطريقة غير أدبية وغير لائقة وغير إدارية "ؤلاهِ وازنة ؤلا اتنهول" عندما دخلت عليه في مكتبه حاملا معي طلب تبادل مع زميلي موقعٌ من طرف مديريْ مؤسستيْنا، سألته عن سبب رفضه توقيع طلبنا كان رده: "الا آن توف مانِ، تعرف مانِ؟"
وعندما سألته مستفسرا إن كان المانع مرتبطا بعدم أحقيتنا في التبادل من الناحية القانونية كان جوابه أيضا: "الا آن وتوف امابي اموقعو".. 

للقصة تفاصيل أخرى (محفوظة)..