في ظل تحدث عن تعديل الوزاري

خميس, 11/09/2025 - 21:47

في ظل الحديث عن تعديل وزاري مرتقب
الناها بنت مكناس: تجربة وزارية ناضجة وحزب وازن لا يمكن تجاوزه

لا يمكن لأي منصف أن يغفل الدور السياسي البارز لمعالي الوزيرة السابقة السيدة الناها بنت حمدي ولد مكناس، تلك المرأة التي جمعت بين الحكمة السياسية والتجربة الوزارية الناضجة، وكانت دوما في قلب العمل الوطني، مؤمنة بأن خدمة الوطن مسؤولية قبل أن تكون منصباً أو شرفا. 
لقد برهنت معاليها خلال مسيرتها الوزارية على كفاءة واقتدار قل نظيرهما، حيث تميز أداؤها بالجدية والواقعية، كما طبعته رؤية استراتيجية جعلت من العمل الحكومي وسيلة لخدمة المواطن لا غاية في ذاته. 
ولعل المتابع لمسارها يدرك أن تجربتها ليست فقط غنية، بل تمثل نموذجا نسائيا قياديا يحتذى به في الحياة السياسية الموريتانية. 
ولم تأت النتائج الباهرة التي حققها حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم في الاستحقاقات النيابية والبلدية والجهوية لعام 2023 من فراغ، بل كانت ثمرة مسار متكامل من العمل الجاد والشفافية والاعتماد على البرامج الانتخابية المقنعة، دون التأثير على إرادة الناخبين أو التعدي على قناعاتهم.

 UDP قوة سياسية فاعلة لا تقصى ولا تهمش 
والمرحلة بحاجة لقيادات من طراز الناها بنت مكناس

لقد حصل الحزب، رغم محدودية الوسائل، على 25 عمدة بلدية. و500 مستشار بلدي، و29 مستشارا جهويا، و 10 نوإب، كما خاض الشوط الثاني في 10 مقاطعات وهي نتائج تؤكد أن حزب UDP قوة سياسية وازنة لا يمكن تجاوزها أو تهميشها دون الإضرار بالتوازن الديمقراطي، بل تشكل ركيزة أساسية ضمن التحالف الداعم لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

أي منطق سياسي يقصي من حصد ثقة آلاف المواطنين؟ 
إن إقصاء هذا الحزب أو تهميش دوره، سواء في مواقع القرار أو في المؤسسات الوطنية، حيف سياسي جلي، لا يستقيم مع مبادئ العدالة السياسية، ولا مع منطق المرحلة التي تتطلب إشراك كل القوى الوطنية ذات القواعد الحقيقية والفاعلة. البلاد بحاجة إلى تجربة الناها بنت مكناس، وإلى حكمتها ورؤيتها ومصداقيتها التي لا تخفى على أحد، خصوصا في هذا الظرف الدقيق الذي يتطلب حضور القيادات الرصينة التي تؤمن بالوطن وتعمل من اجله دون حسابات ضيقة.

محمد سالم  الناهي ( الشريف)