يعد شارع “جمال عبد الناصر ” الذي يحتضن أهم المؤسسات الحكومية والمصرفية، أكبر شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط وأشهرها.
ولطالما كان هذا الشارع، الذي يخلد ذكرى الزعيم المصري الراحل، ميدانا لاحتجاجات الموريتانيين وشاهدا على أحداث سياسية عديدة في البلاد.
وظل الشارع محتفظا باسمه منذ استقلال موريتانيا عن المستعمر الفرنسي عام 1960.
غير أن الموريتانيين فوجئوا أخيرا بانتشار خبر يفيد بأن مجلسي بلديتي منتفرغ زينة ولكصر، صادقا على مقترح لتغيير اسم الشارع من “جمال عبد الناصر” إلى شارع “الوحدة الوطنية”
ورغم تضارب الأنباء حول صحة الخبر، إلا أن صحفا محلية أشارت إلى أن مقترح تغيير اسم الشارع يأتي ضمن خطوة لتخليد مسيرة نظمتها الحكومة يوم 9 يناير/كانون الثاني لمواجهة العنصرية والخطاب المتطرف في موريتانيا، تحت شعار “يوم للوحدة الوطنية”.
وقال المحلل السياسي، الولي ولد سيدي هيبة، لبي بي سي إن الخبر لم يؤكد بشكل رسميا ولا يزال مجرد مقترح اختلف حوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي. ”
وأضاف ولد سيدي هيبة: ” يبدو أن النظام السياسي الحالي يسعى إلى رسم انطباعاته في المناخ العام وترك بصمته في معالم المدينة وشوارعها.”
ويبقى قرار تغيير اسم الشارع مجرد مقترح بحاجة لمصادقة وزير الداخلية عليه لكي يصبح نافذا.
شوارع موريتانيا بين ناصر وديغول
أثارت فكرة تغيير اسم الشارع جدلا واسعا وانقسم نشطاء موقع فيسبوك بين مدافع ومعارض.
المعارضون للفكرة وصفوها بالغريبة واعتبروها محاولة لضرب “الذاكرة الوطنية وطمس الانتماء للعروبة”.
من جهة أخرى، دافع آخرون عن مقترح تغيير اسم الشارع بحجة أنه لا يمثل بعدا تاريخيا بالنسبة للموريتانيين.
ودعا نشطاء إلى استبدال أسماء الشوارع التي تحمل أسماء شخصيات فرنسية وأجنبية بأخرى وطنية.
وكتب المدون حسن الغوربي :”تاريخيا ….جمال عبد الناصر كان معارضا لاستقلال موريتانيا محاباة للمغرب ، لم يقف معنا حينها غير تونس والعراق..تغيير تسمية شارع جمال عبد الناصر بشارع الوحدة الوطنية خطوة مهمة وكان يجب أن يسبقها تغيير شارل ديغول أيضا..”
وكانت موريتانيا شهدت في 2017 جدلا كبيرا بعدما أجرت الحكومة استفتاء دستوريا أفضى إلى تغيير علم ونشيد البلاد.
عن بي بي سي