ألقى المثقف الموريتاني الكبير د. بدي أبنو مساء أمس محاضرة مثيرة في العلوم السياسية، تطرقت لموضوع مستقبل موريتانيا بين ثروتي الحديد والغاز.
ويمكن تلخيص هذه المحاضرة في كون الدولة الموريتانية عند تأسيسها وجهت من سنلوي إلى "ثروة الحديد" في الشمال (مفهوم الدولة التي تقوم على منجم)، ثم المرحلة المرتقبة التي تعيد الوجهة نحو الجنوب (ثروة الغاز).
وقدم ولد أبنو، في المحاضرة التي تأتي على هامش صدور كتابه "موريتانيا إلى أين" قراءة في المسارات المتعددة التي رافقت النشأة التاريخية للدولة الموريتانية موظفا مصطلحات وتصريحات النخب الفرنسية والموريتانية بدء من ديغول ومفهوم "دولة جبل الحديد"، إلى إعادة استهلاك الموريتانيين للطرح الفرنسي في هذا الإطار باعتباره "طرحا محليا".
وتحدث ولد أبنو عن طرق حل الدول الكبرى للإشكال اللغوي، ولدور الشركات الاستثمارية التي تمكنت من ضرب دول كبيرة.
وأشار ولد أبنو إلى أن قيام الدولة الموريتانية رافقه "تمدين طفروي" في ظل
المؤشرات التنموية الأكثر تخلُّفا، وغياب ثقافة العمل الإنتاجي التي عنيت حصرياً الثقافة الاستهلاكية، معتبرا أن الثقافة التواصلية لم تزد هذه الحالة إلا تأججا، مقدما عرضا استخلاصها عن الإشكالية التي تعنيها دولة الريع بدل دولة الانتاج الصناعي خصوصا بالنسبة "لدولة الامتياز والتحاصص "الزومبي" التي "لم تعرف نسبة معتبرة من الحقوق المشاعة بدل الامتيازات المحتكرة" أي لم تعرف "نسبة معتبرة من عقلنة الفضاء العام".