مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل، شهر الفرقان الذي أنزل فيه القرآن، يستعد المسلمون في أصقاع الأرض عموما لإحيائه.
هنا في موريتانيا على غرار باقي الدول المسلمة يستقبل المواطنون هذا الشهر المبارك بكل فرح وسرور، ويسعون قبل حلوله لاستجلاب حاجياتهم بما يساعدهم في تأدية شعائره من صيام وقيام.
لم تكن مدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية للبلاد بدعا من باقي المدن في عموم التراب الوطني، حيث شهدت منذ أيام حركة مطردة إيذانا بنزول هذا الضيف العظيم.
إقبال كبير من المواطنين على مراكز اقتناء ما يحتاجونه من أوان ومواد غذائية، رافقه نشاط في محلات ومراكز البيع والخدمات المرتبطة بهذا الشهر.
كانت أولى وقفاتنا للاطلاع على سير عمل تلك المحلات والمراكز ـ يوما قبل أول أيام الصيام ـ مع مكان بيع اللحوم، إذ يبدو العمل على أشده في هذا المكان، بائعون يتنافسون في تقديم أجود خدماتهم، ومشترون يراقبون كل ينتظر دوره لاستلاب ما يحتاج.
سوق السمك، الذي يتميز بنكهة خاصة هنا في هذه المدينة التي تشتهر بالصيد البحري ومتعلقاته، كان له شهود كما العادة في كل سنة قبل رمضان،
ولم يكن حال محلات بيع الخضار والفواكه أقل نشاطا من سابقيه، فقد وجدت هي الأخرى نصيبها من الاهتمام، صغار وكبار، نساء ورجال، يزاحمون الباعة، ويسابقون الزمن بالظفر بمبتغاهم.
في طريقنا لإعداد هذا التقرير كان لا بد من الوقوف عند محلات بيع الأواني، إذ يلفت انتباه القادم إليها طريقة العرض المتبعة هنا لاستجلاب الزبائن، وهذا كله بهدف تقديم كل حاجيات المواطنين في هذه المدينة الوديعة.
المساجد، الأهم في هذا الشهر المبارك، هنا في نواذيبو، تفتح أبوابها وتستعد لاستقبال روادها من صائمين ومصلين، لتأدية شعائرهم الرمضانية في جو تملأه السكينة والوقار.
