لم تنجح المنتخبات العربية في حصد لقب كأس الأمم الأفريقية خلال آخر 9 سنوات، وتحديدا منذ أن حمله أحمد حسن، قائد منتخب مصر في نسخة 2010، عقب التتويج على حساب غانا في اللقاء النهائي للنسخة التي أقيمت في أنجولا.
وتحلم 5 فرق عربية في النسخة القادمة لأمم أفريقيا التي تنطلق يوم الجمعة المقبل، بحصد اللقب القاري الغائب، وعلى رأسها منتخب مصر صاحب الضيافة بجانب المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا، في حضور مميز لعرب القارة السمراء.
استحوذ العرب على 11 لقبا من أمم أفريقيا في 31 نسخة سابقة، بعدما حصد منتخب مصر اللقب 7 مرات بينما نجحت منتخبات المغرب وتونس والجزائر والسودان في الفوز به مرة واحدة لكل منها.
ومنذ نسخة 2010 لم يتمكن العرب من فك شفرة أمم أفريقيا على مدار 4 نسخ متتالية رغم أن المنتخبات العربية تملك المقومات الفنية الرائعة التي كانت تسمح لها بالمنافسة.
ويناقش ، في التقرير التالي أسباب الفشل العربي في اعتلاء عرش القارة السمراء منذ 2010
مصر.. ومرحلة ما بعد الجيل الذهبي
عانى منتخب مصر بشدة بعد الجيل الذهبي الرائع بقيادة المدرب التاريخي حسن شحاتة، الذي حصد 3 ألقاب متتالية لأمم أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010.
ودفع المنتخب المصري ثمن توقف النشاط الكروي المحلي بسبب الأحداث السياسية في 2011 و2013 بجانب أحداث إستاد بورسعيد عام 2012، لتنتهي حقبة الجيل الذهبي الذي ضم بين صفوفه العديد من اللاعبين الموهوبين على رأسهم وائل جمعة ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات ومحمد زيدان ومحمد شوقي وعمرو زكي.
وفشل منتخب مصر في الصعود لأمم أفريقيا 3 مرات متتالية قبل أن يعود في النسخة الماضية ويصعد للدور النهائي بقيادة جيله الجديد الذي يراهن عليه الجمهور بقيادة محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي.
عقدة ربع النهائي تطارد نسور قرطاج
رغم التطور الكبير الذي تعيشه الكرة التونسية وتألق أنديتها على مستوى بطولات القارة السمراء، ولكن الأمر لم ينعكس على مستوى المنتخب في كأس الأمم بعدما طاردته عقدة ربع النهائي، في 3 نسخ 2012 و2015 و2017.
وكانت نسخة 2012 مميزة لنسور قرطاج وتوقع الكثيرون انطلاقة أكبر في ظل أداء تكتيكي مميز للمدرب سامي الطرابلسي، لكن الفريق خرج بصعوبة أمام غانا بعد مباراة ماراثونية.
ولكن الطرابلسي خيب الآمال في نسخة 2013 وودع البطولة من الدور الأول.
وأعاد البلجيكي جورج ليكينز بريق المنتخب التونسي في نسخة 2015 ولكنه ودع البطولة بعد مباراة مثيرة للجدل تحكيمياً أمام غينيا الاستوائية في ربع النهائي، ولم تنجح محاولات استعادة ذكريات الماضي بعودة البولندي هنري كاسبرزاك حيث ودع الفريق العربي النسخة الماضية من ربع النهائي.
ويضع نسور قرطاج رهانهم في النسخة القادمة على خبرات المدرب الفرنسي آلان جيريس في القارة السمراء الذي قاد من قبل الجابون والسنغال ومالي، بجانب عناصر الخبرة مثل فرجاني ساسي ووهبي الخزري والحارس فاروق بن مصطفى ويوسف المساكني مع بعض الوجوه الواعدة مثل فراس شواط ووجدي كشريدة.
رينارد وأحلام المغرب
عانى المنتخب المغربي من غياب الروح والطموح رغم قوة تشكيلاته في نسختي 2012 و2013 وودع البطولة من الدور الأول.
ولم تفلح خبرة المدرب البلجيكي إريك جيريتس في نسخة 2012 أو المدرب المغربي رشيد الطاوسي في نسخة 2013 في إعادة بريق الأسود.
وغاب المغاربة عن نسخة 2015 ولكن التعاقد مع الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني المتوج بلقب الكان مع زامبيا وكوت ديفوار، كان خطوة موفقة بعد أن أعاد لم شمل الأسود وصعد لكأس العالم، وتأهل لربع نهائي النسخة الماضية لأمم أفريقيا ونجح في تكوين جيل مميز يبقى مرشحاً للتتويج بالنسخة القادمة.
بلماضي وطموح الجزائر
رغم قوة المنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة وتألق نجومه في أوروبا وعلى رأسهم رياض محرز، إلا أن الفشل لاحق الخضر في نسختي 2013 و2017 وودعوا البطولة من الدور الأول وخرجوا من دور الثمانية في 2015.
وعانى المنتخب الجزائري من هزات فنية فخلال 9 أعوام استهلك محاربو الصحراء 8 مدربين، قبل قدوم جمال بلماضي، المدرب التاسع الذي يحلم بإعادة الفريق للواجهة القارية.