ردي على عبد الرحمن العشماوي بشأن الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف....
قال عبد الرحمن العشماوي:
((أنا لستُ مُحتَفِلاً بيومِ المَـولِـدِ
مُستَرشِـداً "بالفَاطِمِيِّ" الأبعَـد
إنَّ احتِفـالي بالشَّريعَة منْهجاً
للـهِ فــيه توجُّــهي و تَعَبُّــدي
إنَّ احتفَـالي بالكتاب و آيـــهِ
وبسنَّة الهَـادي البَشِيرِ محمَّدِ
إن احتفَالِي بالصَّـحَابة شَـيَّـدُوا
قِممَاْ على نهْجِ الرَّسُول المُرشِدِ
أنا لستُ محتَاجاً إلى يوم لكي
أقْتَاتَ من زادِ التُّـقـى المُتفـرِّد
هَذي صَلاتِي والصِّيَام ومَنْسكي
فـيــهـا بِمِنـهـاجِ النُّبُـــوَّة أقْتَـدي
و المَـوتُ و المَحْـيَا لـرَبِّـي كلـهـا
وإليهِ في زَمَنِ الغَـرائِبِ مقْصِدِي
حُبِّي لخـيرِ النَّاسِ رَوضٌ نَاضِرٌ
أسقِيهِ من ينبُوعِ أصْفَى مَـورِدِ
هوَ في حَيَاتي لَمْسَةٌ لم تنقَطِـع
أَبداً ، و بَـابُ محـبَّةٍ لـمْ يُوصَـدِ
قالوا: احتفالٌ، قلتُ: عُمرِي كلُّهُ
بهُـدَاهُ محتَفِلٌ ، قـريب الموعد
هو: مُنذِرِي و مُبَشِّري و مُوجِّهِي
ومُعَلِّمي الدِّين الحنـيف وسيدي
دَعنِي من البِدَع الَّتي انْشَغَلت بها
فِـرَقٌ تـروحُ كـمَا تَشـاء وتغْتَــدي
وارْكَب معي في زَوْرَقِ الحَقِّ الذي
يمْضِي على مَتْنِ المُحِيـطِ المُـزبد
يَمضِي على خُطُواتِ أفْضَلِ مُرسَل
وعلى المَحَجَّةِ ، نُـورُهَا لـم يُخْـمَــدِ
عبد الرحمن العشماوي)).
وقلت أنا ردا عليه:
((إني لَمحتفلٌ بعيد المولدِ
مسترشدا بهُدَى النبيِّ محمدِ
ومقلدا أعلام أمته الألى
قد أصَّلُوهُ بكل قول مسنَدِ
مِنْ آية أو من حديث ثابتٍ
أو من قياس للنصوص مؤيِّدِ
أوَليس أحمدُ "رحمةً" أُمروا بها
"أن يفرحوا" في الذكر دون ترددِ
وحديثُه "مَنْ سَنَّ.." أصلٌ للذي
قد سَنَّهُ في الدين كلُّ مجدِّدِ
وقياسُه بصيام عاشورا نُمِي
للعسقلانِيْ الحافظِ المتفرِّدِ
فكلاهما عن حال شُكْرٍ معربٌ
لله من لله يَشكرْ يُحمدِ
وعليه جمهورُ الهداة تواطأوا
ومتابعُ الجمهور قطعا مهتدِ
لا تغترر إن قيل لم يُعرف لدى
خير القرون وذي بها أناْ مُقتدِ
فضوابط الشرع الحنيف كثيرةٌ
والدهر رهنُ تبدل وتجددِ
والحكمُ فيه مع المقاصد دائرٌ
فارْعَ المقاصدَ في الوسائل ترشدِ
والفقهُ الاستنباط للرخص التي
تبدو لكل موفق ومسدَّدِ
لا العكسُ فالتحريم يحسنه كما
قد جا عن السلف الفقيهُ المبتدِي
الحسين بن محنض)).