أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الثلاثاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط على حفل توزيع جوائز شنقيط لسنة 2019، الذي ينظمه مجلس جائزة شنقيط كل سنة لتكريم الباحثين والاكادميين والمبدعين الموريتانيين والأجانب في شتى حقوق المعرفة.
وبدأ الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني الموريتاني
ومنح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ضمن مراسم هذا الحفل، جائزة الآداب والفنون لهذا العام للدكتورة مريم عبد الله باب الدين ، عن بحثها "الثقافة الشنقيطية في الغرب الإفريقي".
و سلم رئيس مجلس جائزة شنقيط السيد أبوبكر ولد أحمد، وأمينها الدائم الدكتور بلال ولد حمزة، جائزة شنقيط للعلوم والتقنيات لهذا العام بالتناصف على التوالي للدكتور محمد فاضل ديده عن عمله "كيمياء الموارد الطبيعية والبيئة المصفاة تصفية معمقة"، والدكتور محمد عبد الودود أمحمد، عن عمله " تطبيق تقنية الخلط الميكانيكي كتقنية خضراء".
فيما سلم المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور سالم بن محمد المالك،جائزة شنقيط للدراسات الإسلامية لسنة 2019 للدكتور محمد الأمين محمد محمود محمد الأمين،عن عمله "دور العرف والسعادة في أحكام مختصر خليل".
وتهدف جائزة شنقيط التي تم منحها لأول مرة في العام 2001 والمكونة من شهادة تقديرية ومنحة مالية قدرها خمسة ملايين أوقية قديمة لكل فرع من فروع الجائزة، إلى مكافأة الموريتانيين والأجانب الذين ساهموا في تعميق البحث في حقول الدراسات الإسلامية والعلمية والأدبية والنهوض بها.
وأوضح الأمين الدائم لمجلس جائزة شنقيط الدكتور بلال ولد حمزة، في كلمة بالمناسبة أن مجلس جائزة شنقيط دأب على تنظيم هذا الحفل لتكريم الفائزين كل سنة، وإعادة فتح أبواب الأمل للمثابرين من الباحثين المتخصصين في الشأن العلمي والثقافي من أجل كسب رهان العلم والمعرفة واستعادة روح المبادرة والإبداع في ميادين التدافع الحضاري في عالم أصبح فيه مستوى مؤشر الاستثمار المستند على البحث العلمي يشكل دلالة قطعية على المكانة التي تحظى بها الأمم والشعوب.
وأضاف أن ترؤس فخامة رئيس الجمهورية على هذه التظاهرة العلمية التي تكرم الباحثين وتعلي من شأنهم يعبر عن إدراك فخامته العميق ووعيه الكامل بما للبحث العلمي في الحقول الإنسانية والطبيعة من أثر بالغ في إحداث التغيير الايجابي على كافة الصعد وتحقيق التحول المنشود من حالة الانفصام إلي حالة الانسجام ومن وضع التخلف والهشاشة إلي وضع الرقي والفاعلية والسادة ومن ثقافة التبعية والتقليد إلي ثقافة الإبداع والتجديد.
وأضاف انه إذا كانت التنمية الاقتصادية تحتاج إلى إقامة أقطاب تنموية متعددة فإن التنمية البشرية تحتاج إلى تشكيل أقطاب علمية وبناء صروح معرفة وثقافة متنوعة لإيجاد بيئة علمية حاضنة تستمد منها الأجيال عادات البحث وسمات الابتكار واستعادة المبادرة الحضارية.
وقال "إننا الآن نستشرف من خلال حضوركم طلائع بشائر مرحلة نمتلك فيها رؤية ونتسلح لها بإرادة ونسير فيها على هدى وبصيرة للوصول إلي هدف البناء والإنماء والاعمار وكسب رهان معادلة السيف والقلم وخاصة في منطقة الساحل والصحراء التي كان لعلمائنا ومشايخ طرقنا الصوفية قديما في مسالكها وأمصارها آثارهم الشاهدة الداعية إلي الخير والهدى والصلاح".
وأضاف أن حضور فخامة رئيس الجمهورية لهذا الحدث البارز يؤكد توجهه المستنير لإشراك النخبة العلمية والفكرية الموريتانية في صناعة مستقبل أفضل لبلادنا قنطرة الوصل العربي الإفريقي على الشاطئ الأطلسي وبوابة العبور نحو أوروبا وحوض الأبيض المتوسط لشعب يحمل كل ألوان الطيف العرقي والثقافي والاجتماعي شعب وحده دين الإسلام فتآخى عبر العصور على حد تعبيره.
وجرى الحفل بحضور الوزير الأول السيد إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ورئيس الجمعية الوطنية السيد الشيخ ولد بايه وزعيم المعارضة الديمقراطية السيد إبراهيم ولد البكاي وأعضاء الحكومة ورؤساء الهيآت الدستورية وأعضاء السلك الدبلوماسي وأعضاء مجلس جائزة شنقيط ووالي نواكشوط الغربية ورئيسة المجلس الجهوي لجهة نواكشوط وعمدة وحاكم مقاطعة تفرغ زينة وعدد من رجال الفكر والثقافة.