دور أسرة أهل مكناس العريقة في بناء موريتانيا

أحد, 17/05/2020 - 00:12

لا يختلف اثنان علي الدور الذي لعبته الأسرة العريقة اسرة اهل مكناس في بناء الدولة الموريتانية بدءً بمقاومة الإستعمار الفرنسي ومرورا بوضع اللبنات الأساسية للجمهورية الإسلامية الموريتانية حيث كان المرحوم حمدي ولد الشيخ ولد مكناس يحمل لواء الدبلوماسية الوليدة وقد ابلا فيها بلاءَ الأبطال المغاوير في اشرس المعارك، فاصحاب الذاكرة الحية من جيل التأسيس يتذكرون قيادته في وقت صعب حملة مقاطعة اسرائيل من طرف الدول الإفريقية ومناصرة القضية الفلسطينية، كما لا يُنسي له اصراره علي العودة إلي الوطن بعد انقلاب 1978 رغم ما ينتظره من مخاطر ليسلم أماناته للحكومة الجديدة، وبعد الإنفتاح السياسي ودخول البلاد مرحلة التعددية الديمقراطية عام 1991 دخل المرحوم حمدي ولد مكناس من الباب الواسع لتكون له بصمة في صناعة الديمقراطية في وطنه وأسس مع بعض رفاقه حزبه الشهير حزب الإتحاد من اجل الديمقراطية والتقدم الذي واكب كل الأحداث السياسية وعرف بمواقفه الوطنية الصادقة ووقوفه مع خيارات الشعب الموريتاني الأصيل وقد كان لهذا الحزب تمثيل في الجمعية الوطنية والمجالس البلدية منذ تأسيسه وحتي اليوم.
في الخامس عشر من سبتمبر 1999 انتقل المرحوم حمدي ولد مكناس الي جوار ربه وتم انتخاب كريمته السيدة الناها منت مكناس علي رأس الحزب سعيا منها لمواصلة عطاء هذه الأسرة الشريفة وقد تجاوز عطاء هذه السيدة واشعاعها السياسي وحضورها المهني حدود الدولة ليمتد عبر العالم العربي والعمق الإفريقي والبعد الدولي معطية بذلك نموذجا عن سيدات الصحراء ومقدمة دروسا في التضحية ونكران الذات.
وقد انتخبت الناها منت مكناس نائب برلماني عدة مرات رفقة أطر من حزبها، كما تولت عدة حقائب وزارية اتسمت بالنجاح في تسييرها ومن ابرزها وزارة الخارجية حيث اتسمت تلك الفترة بدور كبير للدبلوماسية الموريتانية علي المستويين العربي والإفريقي وكانت الناها هي اول سيدة في العالم العربي تقود الدبلوماسية في بلدها وقد حازت حينها علي اهتمام الإعلام العربي بفعل الإنتصارات الدبلوماسية التي حققتها في ظرف وجيز.
وما زال عطاء هذه الأسرة وهذه السيدة متواصلا رغم اصوات خفافيش الظلام من الحساد ومناهظي الإصلاح من مدوني وعملاء النظام السابق الذي يقف في وجه النجاح.
لكن السيدة الوزيرة الناها منت مكناس أخذت مناعة ضد تلك الأجسام المضادة للإصلاح فحملة التشويه هذه سبقتها عدة حملات باءت كلها بالفشل ولله الحمد وكانت السيدة الوزيرة تقابلها بالمقولة الشهيرة " القافلة تسير والكلاب تنبح".