في ظل أزمة تموين السوق المحلية بالخضروات بعد توقف الشاحنات المغربية بسبب إغلاق الطريق بين موريتانيا والمغرب ، تحدث الجميع في موريتانيا عن أسباب اعتماد الموريتانيين على المزارع المغربية والجزائرية لتموين اسواقهم ةفي حين تمتلك البلاد مساحة زراعية شاسعة لو تم زرعت لكانت كافية لتموين الأسواق الوطنية
وكالة نصر إنفو حرصا منها على تقديم معلومات دقيقة لزوراها الكرام تجولت في مزارع شمامة الواقعة جنوب البلاد على الشريط الحدودي مع السنغال والتقت بعدد من المزارعين الذين ينشطون في هذا المجال منذ عشرات السنين ، ويعرفون كل شاردة وواردة في هذه الصدد ، وحصلت منهم على بعض المعلومات الهامة التي تلخص العوائق التي تمنع المزارع الموريتاني من زراعة أرضه وبيع منتوجاته في السوق بأسعار مقبولة
يرى البعض ان أرض شمامة كلها صالحة للزراعة لكن تكلفة المياه دائما تكون باهظة وهي من أكبر العوائق نظرا لكون معظم المرازع تعتمد على مولدات كهربائي في السقي ويكلف ذلك يوميا ما يقارب 100 ليتر تقريبا من المازوت أو البنزين ومن المعروف ان اسعار المحروقات غالية في بلادنا ويصل ثمن الليتر الوحيد إلى ما يقارب 380 أوقية
التكاليف
كما أن الاستصلاح الترابي للاراضي المزروعة يتولاه المزارع على حسابه الخاص بتأجير (نيفيليز) او (بيل) التي تكلف في الساعة الواحدة أكثر من عشرين ألف أوقية فضلا عن شراء البذور والأسمدة والسموم إضافة لتأجير الحاصدات في نهاية المطاف ، وهذه المسائل تتطلب سيولة مالية معتبرة لأي مواطن يفكر في الأمر ، ما جعل بعض ملاك الأرض الأصليين يلجؤون لتأجير أراضهم لرجال أعمال يستطيعون تحمل دفع هذه المبالغ الكبيرة
النتائج
نحجت التجربة التي أطلقت قبل سنوات في تومين البلاد بنسبة كبيرة من الأرز الجيد في ظل بناء عدة مصانع للتقشير ، وتمكن الأرز المحلي من تبوء المرتبة الأولى بالنسبة للمستهلك الوطني على حساب الأرز المستورد من حيث المنافسة والجودة
طبعا يوازي ذلك تغذية السوق كذلك بالعلف من خلال بيع القشور (رباص) والكلأ (الحشيش ) للمنمين الذين يعانون من ضائقة تأخر الأمطار في المنطقة وذلك بأسعار مقبولة تتماشى مع الوضع والفترة الزمنية
الآفات والمعوقات
تعرضت الزراعة هذا العام لعدة آفات اثرت بشكل سلبي على المحصول الزراعي بل أنها أفسدت الكثير من الاراضي ما جعل بعضهم يطالب بتعويض من الدولة للخسائر التي تعرض لها بعد أن ان فقد كلما يمتلكه في هذا المشروع دون استعادة أي عائدات مالية
يقول المابعون للشأن الزراعي أن الامطار التي جاءت قبل الحصاد ليست هي السبب الأول في فساد المنتوج الزراعي لان المطر في غالب الأحوال لا يضر الحصاد بشكل كامل ، بل ان السبب الأول يعود إلى الفئران الذين اكتسحوا أرض شمامة من كرمسين إلى لكصيبة وعاثو فيها فسادا حيث قاموا بقطع كل السنابل ورميها على الأرض وهو أمر قطع كبد غالبية المزارعين
ويؤكد هؤلاء ان المتوج الحالي لن يكون جيدا بل ستحصل كارثة أخرى إذا لم تتدخل الدولة بجلب خبراء لقتل الفئرات بشكل خاص لأن هناك حتى الآن مزارع تقدر مساحاتها مئات الهيكترات تضررت بسبة تجاوزت 70 في المائة
وخرجنا من الجميع بخلاصة تقريبية بأن موريتانيا قادرة على زراعة أراضيها وتحقيق اكتفاء ذاتي للسوق الوطني بسواعد أبنائها إذا تم تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يعيش فيه ثلث الموريتانيين ويعتمد عليه أكثر من نصفهم في قوته اليومي ، وذلك بوضع دارسة شاملة تشخص المشاكل التي تعيق الزراعة في البلاد